طريقة كتابة الورقة العلمية
الورقة العلمية مصطلح له مفهومه، و كذلك الورقة العلمية قالب له خصوصيته في طريقة الكتابة للمعلومات التي يشملها، فالباحث الذي يريد القيام بعملية كتابة مضمون الورقة العلمية لابد أن يتوقف أولاً على مفهوم الورقة العلمية، ومن ثم لابد للباحث أن يعرف المعلومات المكونة لمضمون الورقة العلمية، وبعد ذلك ينر في عملية الكتابة الصحيحة لمضمون الورقة العلمية وما يحتويه من معلومات، وهنا سنضع الباحث أمام معلومات شاملة عن والورقة العلمية وعملية كتابة مضمونها، وهذا ما ستجدونه فيما هو قادم من هذا المقال:
ما هي الورقة العلمية؟
مصطلح الورقة العلمية يأخذه به العديد من الباحثين ويقدمون مخرجاته، ولكن كثيراً من الباحثين رغم أنه يقوم بتقديم مخرجات الورقة العلمية إلا أنه لا يعرف مفهومها الصحيح، وذلك لأن عملية تعريف الورقة العلمية تعتبر غائبة عن الكثير من المساقات الدراسية في الجامعة، فنجد على سبيل المثال فصول دراسة عن البحث وكيفية القيام بكتابة مضمونه، و كذلك رسائل الماجستير والدكتوراه، ولكن الورقة العلمية قليلاً من تتطرق لها تلك المساقات.
وعلى الباحث أن يدرك قبل أن يقرأ تعريف الورقة العلمية بأنها مضمون معرفي له أهدافه وطريقة كتابة خاصة.
ويمكن القول بأن الورقة العلمية هي: قالب يقوم الباحث بإعداده لكي يصل إلى تحقيق هداف معينة، وهذه الأهداف غالباً ما تكون اكتشاف جديد أو إثبات أو نفي قديم، وذلك من خلال مضمون معلوماتي منظم يحتوي عناصر متسلسلة تجتمع فيما بينها لكي تعطي المعلومات الكاملة عن موضوع معين تتناوله الورقة العلمية.
ومن خلال التعريف السابق لابد أن تأخذ بعين الاعتبارات التالية:
- الورقة العلمية عبارة عن قالب من قوالب المعرفة.
- يقوم الباحث بعملية إعداد الورقة وكتابة عناصرها وفق أهداف محددة.
- الورقة العلمية تحتوي على مجموعة من العناصر.
- تتمحور الورقة العلمية حول فكرة وموضوع واحد محدد.
- تقدم الورقة العلمية في مضمونها معلومات مباشرة.
مما يتكون مضمون الورقة العلمية؟
بطريقة أخرى ما هي عناصر الورقة العلمية؟، فمضمون الورقة العلمية يكون عبارة عن عناصر متتابعة ومرتبة. يرتبط كل عنصر منها بالعنصر الذي يسبقه والذي يليه. ويقدم كل عنصر من عناصر الورقة العلمية مجموعة محددة من المعلومات، حيث أن عناصر مضمون الورقة العلمية هي:
- العنوان هو أول ما سيبدأ الباحث بعملية الكتابة له.
- معلومات التعريف، حيث تشمل معلومات التعريف في مضمون الورقة العلمية عملية كتابة اسم الباحث والباحثين الآخرين المساهمين، و كذلك التعريف بالمشرف إن وجد.
- مخلص مضمون الورقة العملية، لابد أن يقوم الباحث فيه من كتابة شيء مختصر عن كامل المضمون بما لا يتجاوز ال 300 كلمة.
- التحليل والنقاش والعصف الذهني للباحث، وإلى جانب عملية الاقتباسات من الدراسات السابقة.
- بعد ذلك يقوم الباحث بعملية كتابة النتائج التي توصل إليها، وهذه النتائج لابد أن تشمل عملية التعليق عليها من قبل الباحث.
- وأخيراً، عملية توثيق المراجع إضافة لإضافة الجداول والفهارس وغيرها.
كيف تكتب الورقة العلمية؟
بعد أن تعرفنا على مفهوم الورقة العلمية وما هي العناصر المكونة لمضمون الورقة العلمية، نأتي لنتعرف على عملية كتابة مضمون الورقة العلمية، والمعلومات التي تتضمنها هذه الورقة بالتفصيل:
أولاً: عملية كتابة عنوان مضمون الورقة العلمية، حيث سيقوم بعملية كتابة عنوان بين الثلاثة كلمات والخمسة عشر كلمة تدل على كامل مضمون الورقة العلمية وما بداخلها من معلومات.
ثانياً: سيقوم الباحث بعملية كتابة اسمه رباعي.
ثالثاً: وهذه الخطوة من أهم خطوات عملية كتابة الورقة العلمية، إذ تتضمن كتابة مقدمة مبسطة أو ملخص حول كامل مضمون الورقة العلمية، فهذه الخطوة تعتبر اختصار لكافة المعلومات الموجودة في المضمون.
رابعاً: سيبدأ بعدها الباحث بعملية عرض المعلومات التي يريد إيصالها للجمهور، أو ما يسمى في الكتابة البحثية بالإطار النظري، حيث سيعرض الباحث وجهة نظره وما استخلصه من خلال التحليل والنقاش.
خامساً: عملية كتابة مضمون الورقة العلمية تشمل كتابة التعليق والنقد في ذات الورقة. والذي يكون على شكل إحاطة بالفرضيات والمتغيرات التي وضعها الباحث.
سادساً: تأتي مرحلة كتابة نتائج الورقة العلمية، حيث يكتب فيها الباحث ما استخلصه من طرحه المعلوماتي.
سابعاً: يُشترط لصحة مضمون الورقة العلمية وجود عملية توثيق المراجع.
لابد أن تراجع الورقة العلمية وفقاً لخطوات مترابطة:
لن تنتهي عملية كتابة الورقة العلمية إلا بقيام الباحث بعملية المراجعة الكاملة لها. والمراجعة الخاصة بمضمون الورقة العلمية لابد أن تكون متكاملة من زوايا متعددة وهي:
- على الباحث أن يراجع التسلسل للعناصر الموجودة في مضمون الورقة العلمية. هل قام الباحث بعملية كتابة صحيحة ومنظمة لهذه العناصر أم لا؟ .
- البراهين التي وضعها الباحث والفرضيات، لابد أن يقوم بمراجعتها وفقاً للمعلومات التي يرد أن يتوصل إليها.
- الإجابات على الفرضيات نفسها، هل هي موافقة للمعلومات التي حصل عليها الباحث أثناء عمليات البحث. ويتم التأكد من هذا بإرجاع هذه الإجابات على منطق الثبات والصدق.
- لابد أن يراجع الباحث مضمون الورقة العلمية ، من حيث الجانب الأخلاقي المعرفي. هل التزمت الورقة العلمية بها خصوصاً الموضوعية والمصداقية أم لا.
- سياسات النشر أو التحرير أو سياسات البحث بشكل عام، التي يريد الباحث أن يقدم لها الورقة العلمية. لابد أن يتأكد الباحث من اكتمالها قبل تسليم الورقة العلمية.
- يجب القيام بعملية مراجعة معلومات المراجع، وهل كان التوثيق صحيحاً أم لا.
- لابد من عملية تنسيق كاملة ومتقنة لمضمون الورقة العلمية، وهنا يتأكد الباحث من إظهار المعلومات بالشكل الصحيح.
- يقوم الباحث بمراجعة مضمون الورقة العلمية من حيث التدقيق اللغوي.
عملية كتابة الورقة العلمية لها شروطها:
أن تقوم بعملية كتابة مضمون الورقة العلمية من غير شروط، هو أشبه ببناء منزل بلا قواعد. ولذلك فإن عملية كتابة مضمون الورقة العلمية وما تحتويه من معلومات تنحكم بالعديد من القواعد والضوابط من أهمها:
- لابد أن يقوم الباحث بعملية كتابة مسبقة للمضمون على شكل مسودة فيها أهم الخطوط التي سيسير عليها في تنفيذ كامل المحتوى. وهذا الشرط يعتبر شرط تفضيلي يمكن للباحث الاستغناء عنه.
- يُشترط أن تكون الورقة العلمية تتحدث عن موضوع واحد فقط. فلا يُسمح بعملية كتابة تحليلية لموضوعين في نفس القالب من الورقة العلمية.
- طبعاً، خلو المادة من الأخطاء اللغوية أمر ضرورية لعملية كتابة الورقة العلمية.
- لابد أن يلتزم الباحث بنقل المعلومات الصحيحة والصادقة، حيث أن عملية الكتابة تخضع للمعايير الأخلاقية المعرفية.
- من شروط عملية كتابة مضمون الورقة العلمية، أن تكون المعلومات من مصادرها الخاصة مباشرة، سواء المراجع أو العينة والمسؤولين أنفسهم.
علاقة الدراسات السابقة بالورقة العلمية:
لابد أن ينظر الباحث لمضمون الورقة العلمية على أساس أنها نوع من أنواع البحوث، وهذا يعني أنها ستقوم على اعتماد الدراسات السابقة في عملية استقطاب المعلومات، إذاً نرى أن كثيراً من معلومات المحتوى مبنية على معلومات مستقطبة من الدراسات السابقة، إذاً عملية كتابة الورقة العلمية تأتي على أساس تحديد الدراسات السابقة، وهذه الدراسات السابقة لابد من تحديدها بنظر الباحث إلى موضوع الورقة العلمية وعنها لابد أن يقوم باختيار الدراسات السابقة قبل البدء بعملية كتابة المعلومات.
هل تقتصر الورقة العلمية على نوع من المعلومات؟
الإجابة المطلقة لا، فمحتوى الورقة العلمية يجمع كافة صنوف المعلومات، والباحث الذي يريد كتابة الورقة العلمية سيجد نفسه يستخدم المعلومات من الدراسات السابقة والمعلومات التحليلية والتجريبية، وكافة الأنواع، ولكن تأتي عملية اختلاف نوع المعلومات وفقاً لاختلاف الموضوع، فكل موضوع له بياناته الخاصة به، ولهذا لابد من قيام الباحث بعملية التحديد الدقيقة جداً للموضوع ليحدد طبيعة المعلومات التي يريد الحصول عليها.
ماذا عن ملحق الورقة العلمية؟
حديثنا السابق كان عن مضمون الورقة العلمية، ولكن لابد أن يعرف عزيزنا الباحث أن مضمون الورقة العلمية يتبعه مضمون آخر وهو ملحق الورقة العلمية، وهذا الملحق يحتوي على معلومات تفسر وتشرح أكثر جزأ من أجزاء الورقة العلمية، ويمكن اعتبارها شرح استكمالي على الموجود في المضمون الأصلي، فهي تقدم معلومات عن معلومات، بمعنى آخر أنها معلومات تشرح معلومات أخرى تم وضعها بالفعل في مضمون الورقة العلمية.
ولعل هذا الملحق لا يقل أهمية عن أي عنصر من عناصر الورقة العلمية، وذلك لأن الملحق يعتمد على المعلومات الموجودة فعلاً، و كذلك يعتمد على شرح هذه المعلومات بما يؤهل القارئ لفهم أكثر واستيعاب أشمل لكافة المعلومات الموجودة في مضمون الورقة العلمية.
ومما سبق يتضح لنا أن قالب الورقة العلمية يحتوي على العديد من العناصر المكتوبة له، فمن كتابة العنوان إلى كتابة التعريف وكتابة الملخص، و كذلك كتابة التحليل والنقاش وصولاً للنتائج والمراجع، ونجد أيضاً أن ثمة شروط تخضع لها هذه العملية، مع التأكيد على ضرورة المراجعة والتأكيد أيضاً على ارتباطها بالدراسات السابقة، و كذلك لابد من التنبه إلى وجود الملحق الهام والذي يرتبط بها ارتباطاً وثيقاً.