- أنواع رئيسية للبحوث التربوية - عنوان البحث التربوي... أمثلة وشرح لأهم المواضيع التي يتناولها في العصر الحديث - صفات يعكسها عنوان البحث التربوي - هل يمكن أن يجمع عنوان البحث التربوي بين التربية وتخصص آخر؟ - كيف تختار عنوان البحث التربوي بشكل صحيح؟ - بعض الأخطاء في كتابة عنوان البحث التربوي
من أكثر المجالات المعرفية التي يتم الكتابة فيها هي البحوث التربوية ولهذا فإن اختيار عنوان بحث تربوي، تعتبر عملية شائعة الطلب من قبل الباحثين، والباحث الذي يريد إعداد بحث تربوي سيجد أمامه مجموعة من المجالات التي يحتويها علم التربية، ولهذا سيجد أمامه البدائل الكثيرة في اختيار عنوان البحث التربوي، وفي هذا المقال سنقوم بإيجاز أهم السماء العامة والموضوعات الأكثر شيوعاً التي تتناولها بحوث التربوية كعناوين لها.
أنواع رئيسية للبحوث التربوية:
قبل البدء في سرد معلومات عن عناوين البحوث التربوية، لابد أن نذكر أنواع هذه البحوث، حيث أن عنوان البحث التربوي يتمحور حول أنواع البحوث التربوية، وسنجد أن هذه الأنواع لها العديد من التقسيمات الخاصة، فكل نوع من هذه الأنواع يحتوي على تقسيمات عديدة بداخله، وفي الطرح التالي لهذه الفقرة سنورد هذه الأنواع مع تقسيمات بشكل كامل:
أولاً: البحوث التربوية وفقاً للهدف: حيث تنقسم هذه البحوث بالنظر في الهدف المعرفي العام الذي تنتمي إليها هذه البحوث، وهذين الهدفين هما الهدف النظري والهدف العلمي، نوردهما كما يلي:
- البحث التربوي النظري: الهدف الأساسي من هذه البحوث يكون بإثبات مجموعة من النظريات والمعلومات أو نفيها، وذلك من خلال سلسلة من النقاشات والتحليلات لهذه المعلومات.
- البحث التربوي العلمي: في هذه البحوث يتم أخذ عنوان البحث العلمي شاملاً على تطبيق محدد. ويتم استخدام هذا التطبيق لإيجاد حلول لمشكلات محددة.
ثانياً: أنواع البحوث التربوية وفقاً للغرض: هذه البحوث تأتي وفقاً للغرض الأكاديمي أو المهني الذي ينشده الباحث من وراء إعدادها، فهي تأتي على نوعين وهما:
- البحث التربوي الأكاديمي: وهو الذي يقدمه الباحث للحصول على درجة أكاديمية محددة، على سبيل المثال كتابة بحث للحصول على درجة الماجستير أو الدكتوراه.
- البحث التربوي المهني: وهو الذي يكتبه الباحث بغرض الحصول على ترقية وظيفية، أو الحصول على امتيازات معينة في عمله.
ثالثاً: البحوث التربوية وفقاً للمنهج: وهذه البحوث كثيرة بعدد المناهج العلمية، فكل منهج علمي يتم استخدامه في البحوث يكون كنوع من هذه الأنواع، على سبيل المثال البحوث التربوية التحليلية والوصفية والتاريخية والتجريبية وغيرها.
رابعاً: البحوث التربوية وفقاً لمن أعدها: وهي إما أن تكون بحوث فردية قام بإعدادها باحث واحد، أو أن تكون ثنائية أعدها باحثان، أو أن تكون جماعية أعدها ثلاثة فأكثر.
عنوان البحث التربوي… أمثلة وشرح لأهم المواضيع التي يتناولها في العصر الحديث:
كثيرة هي الموضوعات التي تصلح بأن يتناولها عنوان بحث تربوي، ومن هذه الموضوعات ما يتم تناوله بشكل مكثف في هذا العصر الحديث، إذ أن لكل عصر من العصور سماته، ولاشك أن أكثر ما يميز العصر الحديث هو ظهور أنماط جديدة على مناحي الحياة مثل التعليم الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي وغير ذلك الكثير، و كذلك لا يعني أن موضوعات العصر الحديث تستثني الموضوعات التي تم تناولها سابقاً، بل إن هناك موضوعات تعتبر متجددة ويطرأ عليها تطورات على مر الزمان، وهذه أهم الموضوعات:
أولاً: التربية والانترنت: فيسبوك، تويتر، تيك توك، التجارة الإلكترونية، اليوتيوبرز. وعدد ما شئت من المظاهر التي برزت في هذا العصر الحديث. من حيث استخدام كافة الفئات العمرية لشبكة الانترنت. وفي هذه الموضوعات يتم ربط منصات الانترنت المختلفة وتطبيقاته بأسس وقواعد التربية الصحيحة لكل فئة من فئات المجتمع. على سبيل المثال أن يكون عنوان البحث التربوي كما يلي: (التوجيه السلوكي للأطفال في استخدامهم لمنصة التيك توك).
ثانياً: التربية والطفل والشباب: كثيراً ما تتناول أبحاث التربية فئة الأطفال و كذلك فئة الشباب على وجه الخصوص، وفي العصر الحديث هناك مشاكل جديدة على هاتين الفئتين ولهذا نجد أبحاثاً تربوية كثيرة موجهة كدراسات على الأطفال والشباب، على سبيل المثال: (أسس التربية والتنشئة الصحيحة للأطفال من سن العاشرة إلى الثالثة عشر).
ثالثاً: التربية والعنف: مظاهر العنف تعتبر مشكلة قديمة جديدة، وأبحاث التربية المعاصرة تتناول العنف من حيث الأنواع الجديدة مثل (التنمر الإلكتروني، العنف المبني على النوع الاجتماعي)، على سبيل المثال كتابة عنوان: (أسباب العنف لدى الأطفال المتأثرين بالألعاب الإلكترونية).
رابعاً: التربية وإدمان المخدرات: تركز العديد من الدراسات على تناول موضوع إدمان المخدرات، وتكشف الأسباب وراء هذه الظاهرة وتحصرها في دراسات متخصصة في ظل وجود اتساع رقعة التفاعل المجتمعي بين الدول والأفراد. وظهور وسائل إدمان جديدة، على سبيل المثال: (عوامل زيادة نسبة المتعاطين من رواد غرف المناقشة الإلكترونية).
صفات يعكسها عنوان البحث:
بمجرد النظر إلى عنوان البحث التربوي، فلابد وأن يعكس هذا العنوان صفاته الخاصة في نفس وعقل القارئ. وإن لم يكن كذلك فهذا يعني أن العنوان كتب أو صيغ بطريقة خاطئة أو أن معناه خاطئ. وهذه الصفات تُستمد من طبيعة المجال التربوي. إذ أن الدراسات التربوية تكون عبارة عن مزيج من المفاهيم والمصطلحات والمشكلات والتحليلات. وهذا يجعلها دراسات ذات خصوصية من حيث الطرح وايجاد الحلول للمشكلات التي تتناولها. وفيما يلي من نقاط نعرض أهم هذه الصفات:
- عنوان البحث التربوي يبدأ غالباً بكلمات (أسس، ضوابط، عوامل، أسباب). وذلك لأن هذا العنوان يعكس صفة التحديد لنتائج الدراسة. على سبيل المثال إذا تناول البحث التربوي كلمة أسس فهذا يعني أن خلاصة النتائج ستكون متحورة حول الأسس التي توصل إليها الباحث… وهكذا.
- في الدراسات التربوية يكون العنوان محدداً بالفئة العمرية. وكثيراً ما يتم توجيهه للأطفال أو الشباب كما ذكرنا سابقاً. وحتى وإن كان موجهاً للأطفال والشباب فإن غالباً يحدد العمر بالسنوات. على سبيل المثال الأطفال من سن السابعة حتى الثانية عشر، أو الشباب من سن السابعة عشر إلى الخامسة والعشرون.
- يلفت عنوان البحث التربوي الانتباه إلى كونه يستخدم عدد كلمات ليس بالقليل. فتجد أن أغلب هذه العناوين تكون من 10 إلى 15 كلمة. ويرجع ذلك إلى دقة العناوين وربطها التربية بالفئة التي تستهدفها.
- يبدأ عنوان الدراسة التربوية بكتابة موضوع التربية ومن ثم الفئة المدروسة. على سبيل المثال نجد أن العنوان يبدأ بكتابة (ضوابط التربية المدرسية). ومن ثم ينتقل العنوان بعدها لكتابة الفئة ولتكن (لدى طلاب الصف التاسع الاعدادي).
- كثيراً ما يكون العنوان في البحوث التربوي منقسماً إلى قسمين يفصل بينهما ثلاث نقاط، على سبيل المثال كتابة (أساليب التربية العنيفة… مفهومها وآثارها).
- الجملة الخبرية هي المستخدمة بشكل أكبر في عناوين البحوث التربوية، وقليلاً ما يتم استخدام الجملة الاستفهامية.
هل يمكن أن يجمع عنوان البحث التربوي بين التربية وتخصص آخر؟
من أكثر العناوين الدقيقة والتي في الواقع يكون مضمون البحث لهذه العناوين صعب التنفيذ بعض الشيء، هي العناوين التي تجمع بين التربية وتخصص آخر، إذ أنه يجوز أن يجمع عنوان البحث التربوي بين التربية وتخصصات أخرى، ولكن بشرط أن يكون هذا الجمع منطقياً ووفقاً لمتطلبات الدراسة، فالأصل في العنوان هو التخصص في التربية فقط، ولكن في ظل الواقع المعرفي فإنه بعض الدراسات تتطلب أن يجمع العنوان بين تخصصين، ومن أبرز التخصصات التي يمكن أن يشملها عنوان البحث التربوي بجانب تخصص التربية هي ما سنعرضه الآن موثقاً بالأمثلة:
أولاً: التخصص التقني والبرمجي: وهي من الدراسات الكثيرة التي يتم فيها الجمع بين التربية والتقنية، فنجد أن التقنية نفسها تدخل في سلوكيات الناس وبالتالي تدخل في إطار الدراسة التربوية، على سبيل المثال: (قواعد التربية الصحيحة في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي).
ثانياً: التعليم: ليس عبثاً أن يتم اطلاق اسم وزارة التربية والتعليم، وهذا دليل واضح على مدى ترابط التخصصين، بل إن كلاهما مكمل للآخر، على سبيل المثال كتابة عنوان: (تربية الطلاب على تحمل المسؤولية ودورها في التحصيل التعليمي للطلاب).
ثالثاً: التجارة والاقتصاد: التعاملات التجارية بين البائع والمشتري، تعتبر من العمليات المحكومة بالأخلاق قبل أي شيء آخر، والأخلاق توثقها وتدعمها الدراسات التربوية، على سبيل المثال كتابة العنوان: (قواعد التربية على الأمانة ودورها في ضمان الحقوق بين البائع والمشتري).
رابعاً: الإدارة: يعتبر تخصص الإدارة من التخصصات التي تربط فئتين من الناس بالتعاملات التي بينهم، وهي المدراء والمرؤوسين، وبالتالي لابد من وجود ضوابط تربوية، على سبيل المثال: (دور التربية على القيادة الصحيحة للمدير تجاه الموظفين).
خامساً: تخصص الاجتماعيات: تضبط الدراسات التي تجمع بين التربية والاجتماع مجموعة من التعاملات والمشكلات الاجتماعية، على سبيل المثال كتابة عنوان: (دور التربية الصحيحة في تعزيز العلاقات الاجتماعية بين الجيران).
كيف تختار العنوان بشكل صحيح؟
هناك ضوابط وخطوات لابد من اتباعها في عملية اختيار عنوان البحث التربوية، وهذه الضوابط والخطوات تأتي وفقاً لتسلسل الاعتماد للعنوان. فمنها ما يكون قبل اختيار العنوان ومنها ما يكون بعد الاختيار. ومجمل هذه الضوابط والخطوات يرتبط بطبيعة المشكلة التي سيتناولها البحث. و كذلك بطبيعة عينة الدراسة التي سيدرسها الباحث، وفيما يلي من نقاط نضع هذه الضوابط والخطوات:
- قبل أن تقوم باختيار عنوان البحث التربوية لابد أن تقوم بعملية تغذية فكرية. وهذه التغذية الفكرية تأتي بالنظر إلى مجموعة كبيرة من عناوين البحوث التربوية. و كذلك النظر في المشكلات التربوية التي يعاني منها المجتمع.
- وفقاً لأهمية الموضوع و كذلك إمكانية تنفيذه وتحويله إلى دراسة متكاملة. ستقوم بتحديد عشرة موضوعات. ومن ثم تحدد خمسة من هذه العشرة. وأخيراً تختار موضوع واحد من المواضيع الخمسة. ولابد أن يكون هذا الموضوع هو الأكثر أهمية والأكثر من ناحية قدراتك على الإحاطة به وتقديمه للجمهور.
- بعد اختيار الموضوع ستقوم باختيار عينة الدراسة وأدوات الدراسة التي ستستخدمها في البحث.
- الآن، بعد تحديد الموضوع والعينة أصبح استنباط العنوان أمراً يسيراً. إذ لابد من تحديد الجانب التربوي للموضوع. ومن ثم إلحاقه بالعينة وبطريقة المعالجة. على سبيل المثال كان الموضوع هو (التسرب المدرسي). وكان الجانب التربوي هو (التربية الأسرية) وكانت العينة (طلاب المرحلة الثانوية). فيكون العنوان الكامل هو (دور التربية الأسرية في الحد من التسرب المدرسي لدى طلاب المرحلة الثانوية).
بعض الأخطاء في كتابة عنوان البحث:
يقع بعض الباحثين في أخطاء شائعة بالنسبة لاختيار وكتابة عنوان البحث التربوي. ومن هذه الأخطاء أن يتم كتابة العنوان بالبدء بالعينة لا بالمحدد التربوي. و كذلك من الخطأ أن يتم وضع العنوان في إطار التخصص الآخر غير التربية. على سبيل المثال بعض الدراسات تكون مصنفة ضمن دراسات التربية ولكن يغلب على عنوانها التركيز على التخصصات المرتبطة بالتربية. ويكثر هذا الخطأ في عناوين الدراسات التربوية المندمجة مع تخصص التعليم. و كذلك من الأخطاء الشائعة استخدام كلمات غير مناسبة لجمهور القراء. على سبيل المثال نجد بعض العناوين تكون موجهة لدراسة الشباب ممن هم بين سن 20 و25. ولكن يستخدم فيه مصطلحات علمية غير متعارف عليها لدى هذه الفئة مثل مصطلح (الموائمة التربوية الخاصة).
فيديو: صياغة العنوان البحثي.
بهذا يكون عنوان البحث التربوي بتفاصيله قد تمت الإحاطة به في هذا المقال