البحث المنشور على مجلة علمية محكمة يكون بحثاً له مميزاته وخصائصه، ونموذج البحث المنشور على مجلة علمية محكمة تنعكس منه العديد من المزايا الت سنتوقف عليها و كذلك نربط هذا البحث المنشور بالعديد من الجوانب المتعلقة بعملية نشره على مجلة العلمية المحكمة…. .


متى يمكن القول بأن هذا البحث منشور؟

يسعى الباحثين لعملية نشر أبحاثهم على المجلات العلمية المحكمة، وذلك لأن عملية نشر البحث على مجلة علمية محكمة تعطيهم العديد من الفوائد، والبحث يمكن القول عنه منشوراً في الحالات التالية:

  1. البحث المنشور يرتبط بشكل مباشر بالمجلة العلمية المحكمة وعملية النشر عليها. إذاً البحث المنشور هو ذلك البحث الذي تتم عملية عرضه على مجلة علمية محكمة.
  2. المجلة العلمية المحكمة نفسها التي تتم عملية نشر البحث عليها لابد وأن تكون مجلة معترف بها من المراكز العالمية.
  3. البحث المنشور هو ذلك البحث الذي تم تقديمه للجمهور على صفحات إحدى المجلات العلمية المحكمة. وهذه النقطة توضح أن البحث المنشور هو بحث موجه لجمهور معين.

وإذا أردنا الإحاطة بمصطلح البحث المنشور على مجلة علمية محكمة فيمكننا التفصيل كما يلي:

البحث المنشور: هو البحث الذ تم عرضه وتقديمه للجمهور.

المجلة المحكمة: وهي عبارة عن وسيلة من وسائل النشر المعرفي لها نظامها الخاص وسياساتها المعتمدة، تقوم بعملية نشر البحوث بعد القيام بعملية تحكيمها من قبل لجنة مختصة.


لماذا يسعى الباحثين لنشر أبحاثهم على المجلات العلمية المحكمة؟

هذا لسؤال يذهب بنا إلى التفكر بأهمية عملية نشر البحث بالنسبة للباحث نفسه. إذ أن الباحث يمكنه الاستفادة من وراء عملية نشر بحثه في مجلة محكمة بالأمور التالية:

  1. أول أمر للاستفادة من عملية نشر البحث في مجلة علمية محكمة هو أن نشر البحث يؤهل الباحث للحصول على درجات أكاديمية معينة.
  2. يستطيع الباحث إيصال بحثه للجمهور الذي يريده من خلال عملية نشره على مجلة علمية محكمة.
  3. المجلة العلمية المحكمة لها جمهورها من الباحثين أنفسهم، بالتال تزيد فرصة أخذ البحث المنشور كدراسة سابقة من قبل باحثين آخرين.
  4. يستفيد الباحث بنشر البحث بأن يكون له قدر معنوي من الكفاءة، وذلك لأن البحث لا يتم نشره إلا باجتيازه عملية تحكيم دقيقة، وبالتالي البحث الذي يجتاز عملية التحكيم يعتبر الباحث الذي أعده باحثاً مميزاً.
  5. بعض الحوافز والجوائز قد يكسبها الباحث من وراء نشره لبحثه في مجلة علمية محكمة.

مميزات خاصة بالبحث المنشور على مجلة علمية محكمة:

يتمز البحث المنشور على مجلة علمية محكمة بعدة مميزات أهلته بعضها للنشر على المجلة، و كذلك اكتسب البحث بعضها من خلال اتمام عملية نشره على مجلة علمية محكمة، ونوضح المقصد في النقاط التالية:

  1. يتميز البحث الذي تتم عملية نشره على مجلة علمية محكمة بأنه ذو قيمة معرفية، إذ هذا البحث لا تتم عملية نشره إلى بعد اجتيازه لعملية تحكيم مضبوطة تقوم بها المجلة.
  2. غالباً ما يكون البحث الذي تتم عملية نشره على المجلات متخصصاً بشكل كبير في مجال واحد من المجالات العرفية.
  3. يلتزم البحث المنشور بأخلاقيات البحث بشكل عام، وتكون فيه عملية توثيق المراجع كاملة وصحيحة.
  4. تميز البحث المنشور بأنه مكتمل العناصر وعلى قدر من المنافسة الحقيقية مع الأبحاث الأخرى.
  5. من خلال عملية نشر البحث على مجلة علمية محكمة يصل البحث للجمهور من ناحية. ومن ناحية أخرى تزيد نسبة اعتماد الباحثين عليه ضمن مراجعهم واقتباساتهم.
  6. تكون المتغيرات والفرضيات في البحث الذي تتم عملية نشره ذات ارتباط بمشكلة تهم فئة كبيرة من أفراد المجتمع، لاسيما في المجلات المجتمعية والتربوية.

شروط نشر البحث في مجلة علمية محكمة:

لابد أن يجتاز البحث العديد من الشروط لقبول عملة نشره على مجلة علمية محكمة. وغالباً ما يتم رفض عرض البحث على المجلات لأسباب تتعلق بهذه الشروط:

  1. لابد أن يكون مضمون البحث متوافقاً مع سياسات النشر والتحرير في المجلة المرسل إليها.
  2. البحث الذي يتم عرضه على المجلات يجتاز عملية تحكيم. وبالتالي لابد وأن يكون هذا البحث مجهزاً على أتم قدر من الجودة والكفاءة ليجتاز عملية التحكيم التي تقوم بها المجلة نفسها وفق معايير وأساسيات ولجنة مختصة.
  3. التخصص من الأمور التي تزيد فرصة قبول نشر البحث على المجلات العلمية المحكمة، و كذلك الأمر بالنسبة للجمهور، إذ ينبغي أن يكون مضمون البحث متخصصاً وله جمهوره الخاص كذلك.
  4. الأخطاء المعلوماتية تجعل المضمون غير قابل للنشر على المجلات.
  5. عملية توثيق المراجع لابد وأن تتم بشكلها المكتمل والصحيح في البحث المراد نشره، لأن عدم وجود التوثيق الصحيح عني وجود السرقة العلمية.
  6. الصدق والثبات معيارين مهمين لابد على الباحث التحقق منهما قبل إرسال المضمون للمجلة المحكمة.
  7. يشترط أن يلتزم البحث بعدد الصفحات في الحد الأدنى والحد الأقصى الذي تفرضه المجلة المحكمة، على سبيل المثال بعض المجلات تضع شرط ألا يقل عدد الصفحات عن 20 وألا يزيد عن 50.

ما علاقة الجامعة في عملية نشر الأبحاث على المجلات العلمية المحكمة:

هناك ترابط بين الجامعات وبين عملية نشر الأبحاث على المجلات العلمية المحكمة، وهذا الترابط يتضح فيما يلي:

  1. البحث المنشور قد يكون داخل في إطار عملية أكاديمية كاملة، على سبيل المثال درجة الأستاذية تشترط أغلب الجامعات للحصول عليها أن يقوم الباحث بعملية نشر ما لا يقل عن 5 أبحاث في مجلات معتمدة، بالتالي هناك ترابط واضح، وهذا الترابط يأتي ضمن التنظيم والإشراف الجامعي أيضاً، فعرض البحث على مجلة غير معترف بها من الجامعة يعني عدم احتساب الجامعة له… .
  2. نرى كثيراً أن هناك مجلات علمية محكمة تأخذ أسماء الجامعات نفسها، وتكون بإشراف مباشر من الجامعات، على سبيل المثال مجلة جامعة الملك سعود للعلوم ومجلة جامعة القاهرة.
  3. المحكمين الموجودون في المجلات غالباً ما يكونوا أكاديميين جامعيين.
  4. كثيراً ما يتم إنشاء مشاريع بين المجلات والجامعات، على سبيل المثال المؤتمرات العلمية والدورات التدريبية… وغيرها.
  5. ترتبط الجامعة بعملية عرض الأبحاث على المجلات العلمية المحكمة من الناحية القانونية. فأي عملية عرض لأي مضمون أكاديمي من غير أخذ موافقة الجامعة يعتبر خاطئ ويعرض صاحبه للمساءلة القانونية.

جهز بحثك للتحكيم… قبل أن ترسله للنشر:

ذكرنا أن البحث لا تم عرضه على المجلة العلمية المحكمة إلا باجتيازه لعملية التحكيم. حيث تقوم المجلة العلمية المحكمة ومن خلال لجنة خاصة بها بعملية تحكيم البحث قبل اتخاذ قرار قبول أو رفض عرضه. ولكي تجتاز التحكيم قم بتجهيز البحث وفقاً للآتي:

  1. تعرف على السياسات العامة للمجلة العلمية المحكمة، على سبيل المثال سياسة التحرير وما يترتب عليها من صياغة وتنسيق.
  2. تأكد من خلو البحث من أي أخطاء لغوية واملائية، لأن لجنة التحكيم، تقوم بعملية تحكيم الجانب اللغوي بشكل دقيق.
  3. من الأفضل القيام بعملية التحكيم من قبل أكاديميين خارج المجلة العلمية المحكمة.
  4. عملية التحكيم تهتم بكل عنصر من عناصر البحث على حدة، ولهذا تأكد أن كل عناصر البحث مكتملة وعلى أتم وجه من الجودة.
  5. المتغيرات، الفرضيات، النتائج، من أكثر الأمور التي يركز عليها المحكمون، ولهذا ينبغي التأكد من سلامة هذه المحددات.

هل يمكن نشر البحث على غير المجلات العلمية المحكمة؟

هناك العديد من منصات عملية نشر الأبحاث، ولكن البحث المنشور بمفهومه وما يترتب عليه من استحقاقات لا يمكن اعتماده إلا بعرضه على مجلة علمية محكمة، ومن  المنصات التي يمكن عرض البحث عليها:

  1. المواقع الإلكترونية: وهي إما أن تكون مواقع إلكترونية علمية خاصة، أو أن تكون مواقع إلكترونية تابعة للمجلة العلمية المحكمة، وفي حال كانت هذه المواقع الإلكترونية تابعة للمجلات، فإن استحقاقات عملية نشر البحث تكون كلها مكفولة، وغالباً ما يتم عرض البحث على النسخة الورقية و كذلك النسخة الإلكترونية للمجلة.
  2. المدونات الإلكترونية: وهي كثيرة الاستخدام من قبل الباحثين. فنجد أن الباحث يقوم بإنشاء مدونة إلكترونية ويقوم بنشر إنتاجه عليها بشكل خاص به.
  3. المؤتمرات العلمية: وهي من المنصات غير المباشرة لنشر البحث العلمي. ولكن غالباً ما يتم فيها مناقشة الأبحاث أو الإدلاء بمحتويات هذه الأبحاث.

نشر البحوث الأكاديمية على المجلة:

من أكثر العمليات التي تندرج تحت بند نشر الأبحاث على المجلات المحكمة، هي نشر الأبحاث الأكاديمية، حيث أن الأبحاث الأكاديمية هي عبارة عن أبحاث مقدمة للجامعات في إطار دراسة أكاديمية منتظمة مثل الماجستير أو الدكتوراه، وفيما يلي نضع تصوراً كاملاً حول نشر الأبحاث الأكاديمية على المجلات:

أولاً: الأبحاث الأكاديمية يترتب عليها وجود درجات، وبالتالي تندرج في عمليات إشراف وتحكيم مباشرة من قبل الجامعة.

ثانياً: الهدف الأساسي من نشر الأبحاث الأكاديمية على المجلات العلمية المحكمة، هو إتمام متطلبات الحصول على الدرجة الأكاديمية نفسها، على سبيل المثال نجد أن بعض الجامعات تشترط للحصول على الدكتوراه نشر بحثين في المجلات… وهكذا.

ثالثاً: كثير من الجامعات تعتمد أسلوب الموافقة على النشر ودعم النشر بعد إتمام الحصول على الدرجة الأكاديمية، وذلك ليتسنى للجماهير قراءة البحث والاستفادة من محتواه.

رابعاً: غالباً ما يتم نشر الأبحاث الأكاديمية على المجلات التابعة للجامعات.

خامساً: في حال كان النشر للأبحاث الأكاديمية يتم على غير المجلات التابعة للجامعة، فإن عملية التحكيم التي قامت بها الجامعة تستثنى ويتم تحكيم المادة من جديد من قبل لجنة مختصة تعينها المجلة.

سادساً: الأبحاث الأكاديمية يلتزم بها الباحث بأخذ الموافقة على النشر من الجامعة أولاً قبل إرسال المادة للمجلة.


بعض سلبيات عملية نشر الأبحاث على المجلات:

تتسم عملية نشر الأبحاث على المجلات بأهمية كبيرة، ولكن ثمة بعض العيوب التي نذكرها للتنويه وهي:

  1. أول هذه العيوب وأكثرها ضرراً أنه تكثر السرقات الفكرية في المضامين المنشورة إذا ما كانت المجلة تقوم بالتحكيم. والتأكد الصحيح من سلامة التوثيق.
  2. بعض المجلات تطلب تكلفة مالية مقابل عرض البحث عليها، وهذه التكلفة ليست بمقدور كل الباحثين.
  3. كثير من المجلات تكون غير مرخصة أو غير معترف بها من عدد من الجامعات. وهذا الأمر يوقع الباحثين في مشكلات عديدة.

استخلاصات:

البحث المنشور هو البحث الذي تمت عملية عرضه وإتاحته لجمهور القراء على مجلة علمية محكمة. ويسعى الباحثون لنشر أبحاثهم على المجلات كون البحوث المنشورة لها مميزات متعددة تعود بالنفع على المادة نفسها. كما على الباحث الذي قام بإعدادها. و كذلك فإن للجامعات دور أساسي في نشر الأبحاث كونها الهيكل التنظيمي الأكثر اهتماماً بالأبحاث ونشرها. و كذلك فإن نشر الأبحاث الأكاديمية له خصوصيته التي تميزه عن الأبحاث الأخرى.


فيديو: كيف تنشر بحثاً في مجلة محكمة خطوة بخطوة.

https://www.youtube.com/watch?v=DdbtnirbbGA