-هل توافق الجامعة على نشر بحث الماجستير؟ -المجلات العلمية المحكمة... ميدان نشر بحث الماجستير الأبرز -هل هناك وسائل أخرى يمكن تنفيذ عملية النشر عليها؟ -معايير لابد من التزامها في نشر بحث الماجستير -أهمية القيام بنشر بحث الماجستير -كيف يتم تحويل رسالة الماجستير إلى كتاب
قد يجهل الكثير أن بإمكانه نشر بحث الماجستير الذي قام بإعداده، فبحص الماجستير بعد تسليمه للجامعة ونيل درجة الماجستير سيظل حبيس الرفوف ما لم يتم نشره، ولعل أهم الأسباب وراء عدم معرفة الكثير بإمكانية نشر رسالة الماستر يعود إلى أن طريقة النشر لا يتم التطرق إليها في النظام الأكاديمي للجامعات، أو أن الباحث يظن أن رسالة الماجستير هي من حق الجامعة بشكل كامل مقابل منحه درجة الماجستير، وفي هذه المساحة التي يتيحها لنا هذا المقال سنقوم بوضع هذه القضية في ميزانها الصحيح كإقناع تام بأنه يمكن نشر بحث الماستر في عدد من الوسائل، و كذلك هناك العديد من الضوابط لهذا النشر وأمور أخرى عديدة لابد أن تعرفها… .
هل توافق الجامعة على نشر بحث الماجستير؟
ننظر أولاً في النظام العام للماستر، إذ نجد أنه نظام ينبني على أساس أكاديمي تام، بمعنى أن الماسترلا يتم منحه إلا من خلال جامعة أكاديمية معترف بها، وكافة الجامعات حول العالم تعتمد أسلوب تقديم رسالة ماستر لنيل هذه الدرجة، والآن لعل الناظر إلى نظام الماجستير يستشف أن رسالة الماجستير عند تسليمها للجامعة يصبح حق التصرف بها مرهون للجامعة فقط، ولكن هذا تصور خاطئ، فصحيح أن الجامعة لها سلطة قوية في امتلاك حقوق النشر لأبحاث الماجستير، ولكن أيضاً هناك حق لنشر بحث الماجستير يتحلى به الباحث، ونحسم هذا الجدل في سياق الطرح التالي:
أولاً: عند توقيع عقد دراسة الماجستير مع الجامعة. فإن هناك جامعات قليلة تضع بند عدم التصرف في الرسالة وأنها من حق الجامعة بخصوص نشرها. ولكن أغلب الجامعات لا تضع هذا البند.
ثانياً: عند نشر بحث الماجستير يكون الباحث ملزماً بالحصول على موافقة الجامعة ما لم يتم تحرير الشهادة وإخلاء الطرف المالي والأكاديمي.
ثالثاً: الشيء الوحيد الذي لا يمكن إزالته بأي شكل من الأشكال هو إثبات أن رسالة الماجستير المراد نشرها مقدمة للجامعة الفلانية. وهنا لابد أن يتم نشر بحث الماجستير مع الاحتفاظ بهذه المعلومة في صفحة الغلاف وفي بيانات التوثيق.
رابعاً: معنى اثبات أن رسالة الماجستير صادرة من الجامعة الفلانية. هي إفادة بأن الجامعة الفلانية هي من قامت بالإشراف والتحكيم على هذه الرسالة.
المجلات العلمية المحكمة… ميدان نشر بحث الماجستير الأبرز:
من أكثر الوسائل التي يمكن من خلالها نشر بحث الماجستير هي المجلات العلمية المحكمة. بل إن المجلات العلمية المحكمة تعمل على استقطاب رسائل الماجستير وتعزيز نشرها. ويكسب الباحث العديد من الفوائد جراء نشر رسالته الخاصة بالماجستير على هذه المجلات. فمنها وصول الرسالة لعدد جمهور أكبر و كذلك انتشار اسم الباحث. و كذلك زيادة فرصة تحقيق الاقتباسات من رسالة الماجستير أي أن الباحثين الآخرين يمكن أن يقتبسوا معلوماتهم من الرسالة المنشورة. وفيما يلي من نقاط نضع تصوراً عامة لآلية نشر بحث الماجستير على المجلات العلمية المحكمة:
- من خلال تحديد المجال والتخصص الذي تنتمي إليه رسالة الماجستير المراد نشرها، يتم البحث عن المجلات التي تسمح بنشر هذا التخصص أو المجلات المتخصصة، على سبيل المثال كانت رسالة الماجستير عن دواء معين لعلاج مرض معين فهنا يتجه الباحث نحو المجلات الطبية.
- إذا تم تحديد المجلات وفقاً للتخصص، فلابد للباحث من الذهاب إلى قواعد بيانات النشر، ولتكن قاعدة بيانات سكوبس باعتبارها الأوسع، وليبحث في سياسات المجلات، وهنا نقصد سياسات النشر والتحرير (شروط النشر والتحرير)، ويحدد الباحث المجلة الأكثر موافقة من ناحية السياسيات للمضمون الذي سيقوم بنشره، ثم يحدد مجلة واحدة فقط ويرسل بحث الماجستير لها.
- لماذا قلنا أن على الباحث تحديد مجلة وادة وإرسال المادة لمجلة واحدة فقط؟، وذلك لأن عملية الإرسال تعتبر إقرار تلقائي بأن رسالة الماجستير لم يتم إرسالها للنشر على أي مجلة أخرى، لأنه في حالة قبول النشر لدى أكثر من مجلة يعرض الباحث نفسه للمسائلة.
- عملية نشر بحث الماجستير على المجلات العلمية المحكمة تخضع للتحكيم مرة أخرى من قبل المجلة، و كذلك تكون بشكل مجاني أو مدفوع وفقاً لآلية عمل المجلة.
هل هناك وسائل أخرى يمكن تنفيذ عملية النشر عليها؟
أفردنا المجلات العلمية المحكمة في فقرة كاملة نظراً لأنها الوسيلة الأكثر بروزاً والأكثر كفاءة لنشر بحث الماجستير. ولكن يوجد العديد من الوسائل الأخرى إلى جانب المجلات العلمية المحكمة. ولكن باقي الوسائل لا تكون بنفس الجودة الخاصة بالنشر على المجلات. ولهذا ننصح بالسعي لنشر رسالة الماجستير على المجلات العلمية المحكمة قبل التوجه لطلب النشر على أي وسيلة أخرى. ومن ضمن الوسائل العديدة التي يمكنك النشر عليها…، ما يلي:
- المدونات والمواقع الإلكترونية: هناك مدونات ومواقع إلكترونية خاصة بنشر المضامين الفكرية. وتتميز هذه المدونات والمواقع بسعة حجم الجمهور وإمكانية وصولها إلى أي منطقة في العالم. وغالباً ما يكون النشر على هذه المدونات والمواقع مجاني. ومنها ما يكون متخصص مثل المدونات والمواقع الطبية أو التقنية أو الفلكية وغيرها.
- الكتب: يمكن تحويل رسالة الماجستير إلى كتاب مقروء، ولكن ذلك يلزمه إذن خطي مختوم بالموافقة من الجامعة. و كذلك تغيير في الهيكلية التنظيمية لرسالة الماجستير. فالعناصر المكونة للكتاب تختلف عن العناصر المكونة لرسالة الماجستير. على سبيل المثال لا يوجد خطة بحث في الكتاب بينما تعتبر من العناصر الأساسية في رسائل الماجستير.
- وسائل الإعلام: يمكن تحويل النصوص المكتوبة في رسالة الماجستير كلها أو جزء منها إلى أعمال إعلامية. على سبيل المثال كان محتوى رسالة الماجستير عن تاريخ استقلال بلد معين. فيتم أخذ المعلومات الموجودة في رسالة الماجستير كما هي وتحويلها لبرنامج تلفزيوني. مع إثبات أن المضمون الإعلامي مأخوذ بشكل كامل من رسالة الماجستير.
معايير لابد من التزامها في نشر بحث الماجستير:
إتمام عملية نشر بحث الماجستير تأتي وفقاً لمجوعة من المعايير التي لابد منها. فعند قيامك بتنفيذ هذه العملية تكون بذلك مطالباً بالعديد من الضوابط. سواء كانت الضوابط التنفيذية للعملية نفسية أو حتى الضوابط القانونية. وهذه الضوابط في مجملها تكون عبارة عن خطوط عريضة كإرشادات وتعليمات للقيام بنشر بحث الماجستير. وفيما يلي من نقاط نعرض هذه الضوابط:
- لابد أولاً من إتمام عملية الموافقة من الجامعة، لاسيما إذا كانت الشهادة لم يتم تحريرها لوجود مستلزمات مالية أو أكاديمية، فلا يمكن نشر بحث الماجستير ما لم يتم أخذ موافقة من الجامعة بالملكية الفكرية للبحث، و كذلك مهما كانت طبيعة الموافقة فلابد أن تلتزم بالإشارة إلى أن البحث كان بإشراف الجامعة الفلانية لنيل رسالة الماجستير.
- تحديد الوسيلة التي سيتم تنفيذ النشر عليها، لابد وأن تكون متوافقة مع هدف وجمهور رسالة الماجستير. فالمجلات العلمية المحكمة لها خصائص وشروط تختلف عن الكتب وعن المدونات وغيرها.
- لابد من إرفاق شهادة التحصيل العلمي المعنون فيها اسم الرسالة المراد نشرها، وها كدليل إثبات إلى أن الرسالة مقدمة من الباحث لنيل درجة الماجستير.
- اللغة التي تكتب فيها رسالة الماجستير سواء العربية أو الإنجليزية أو غيرها، إذا تم عليها الترجمة فلابد هنا من الإشارة إلى النسخة الأصلية وإلى الجامعة المشرفة عليها.

أهمية القيام بنشر بحث الماجستير:
عندما ينهي الباث رسالة الماجستير ويسلمها للجامعة ويحصل فعلياً على درجة الماجستير، فإنه بذلك يكون قد حقق هدف قصير المدى، ولكن ماذا عن الأهداف بعيدة المدى؟ وكيف ستكون رسالة الماجستير متاحة للاستفادة منها والاقتباس من قبل الباحثين الآخرين؟، إذاً لابد من عملية نشر هذه الرسالة، ومن هنا يتضح لنا الشعاع الأول من أشعة الأهمية التي تعكسها عملية نشر رسالة الماجستير، وفيما يلي من نقاط نجمل باقي أشعة هذه العملية:
أولاً: يتناول الباحث في رسالة الماجستير مشكلة بحثية معينة، وهذه المشكلة يكون لها جمهورها الخاص. وبالتالي وصول رسالة الماجستير للجمهور المهتم والقارئ يتطلب القيام بنشر هذه الرسالة.
ثانياً: عملية الاقتباس تعتبر مهمة بالنسبة للبحث والباحث، و كذلك تعتبر مهمة بالنسبة للمجلات العلمية المحكمة، إذاً نشر رسائل الماجستير تعتبر عملية تفيد في تقديم رسالة الماجستير لجهور الباحثين و كذلك لزيادة معامل التأثير للمجلات جراء نشر رسائل الماجستير عليها والاقتباس منها.
ثالثاً: عندما تتم عملية نشر الرسالة في كتاب، فإن الباحث يكسب خبرة ضرورية في تحويل الرسائل إلى كتب، و كذلك يتعرف على فروقات العناصر بينهما.
رابعاً: المكتبات بحاجة لمزيد من المعارف، وعدما يتم نشر الرسائل الخاصة بالماجستير والدكتوراه في المكاتب. فإن ذلك يعزز من القيمة المعرفية لمحتويات المكتبة.
خامساً: أبحاث الماجستير أكثر ما يميزها أنها محكمة تحكيماً أكاديمياً. وبالتالي تكون مخرجات هذه الأبحاث متقنة ومضبوطة بشكل ملحوظ، وهذا ما يريده كلاً من القراء والباحثين.
كيف يتم تحويل رسالة الماجستير إلى كتاب:
ذكرنا أن تحويل رسالة الماجستير إلى كتاب يعتبر من وسائل نشر بحث الماجستير، ولكن هذه العملية تتم وفقاً لخطوات وآلية محددة، إذ أن عناصر رسالة الماجستير وعناصر الكتاب تختلف باختلاف البنية التنسيقية والمعلوماتية لكلا القالبين، فعندما نقول رسالة ماجستير وكتاب فنحن نتحدث عن نوعين من أنواع المطبوعات، ورغم الاختلاف بينهما إلا أن هناك نقاط كثيرة تجمع بينهما، وفي النقاط التالية يتضح هذا المقصد بشكل أكبر:
- نمسك أولاً بخطة البحث في رسالة الماجستير، وهذه الخطة تُحذف من أولها إلى آخرها. ويتم إدراج معلوماتها خلال المقدمة الخاصة بالكتاب. يعني أن خطة البحث تصبح عبارة عن مقدمة للكتاب تكتب بقالب الفقرات دون وجود عناوين معبرة عن عناصرها. فلا يتم كتابة عناوين للفقرات مثل (الفرضيات، المناهج، الدراسات السابقة، الأهمية، الأهداف). وهذا يفسر السبب في كون مقدمة الكتاب أكبر بكثير من مقدمة رسالة الماجستير.
- يتم الحفاظ على العناوين الرئيسية والفرعية المكونة لمضمون الإطار النظري، ولكن يتم حذف عملية التحليل الإحصائي والتطرق إليها باستخدام أسلوب الصياغة المباشر كنقاش، فلا يوجد شيء اسمه (تحليل إحصائي) في الكتب بل يستغنى عنها ب(الدلالات والبراهين الحسابية).
- قالب الكتاب لا يوجد فيه قائمة نتائج، بل يتم ذكر هذه النتائج إما على مراحل آخر كل فصل دراسي، أو يتم إفراد النتائج في فصل دراسي كامل، ويتم طرح هذه النتائج في سياق نقاشي وتحليلي موسع.
- عدد صفحات رسالة الماجستير محكوم عادة ب50 صفحة، أما في الكتاب فليس هناك أي سقف علوي لعدد صفحات الكتاب.
- صفحة الغلاف في رسالة الماجستير يكتب فيها عناصر اضافية يتم حذفها في صفحة غلاف الكتاب وهي (اسم الجامعة، أسماء المشرفين، عبارة قدمت هذه الرسالة لنيل درجة الباكالوريوس)، و كذلك لا يتم كتابة اسم الباحث ثم ذكر الاسم، بل إما أن يُكتب اسم المؤلف ويذكر الاسم بعده أو أن يتم كتابة الاسم مباشرة.
فيديو: الفرق بين كتابة البحث للنشر وبين رسالة الماجستير أو الدكتوراة.
هل تعرفت على خطوات نشر بحث الماجستير من هذا المقال؟