-ما هو عنوان البحث؟ -مكونات عنوان البحث الظاهرية... ما هي؟ -وقفة مع الأسلوب الخبري والأسلوب الاستفهامي لكتابة العنوان -مكونات عنوان البحث من حيث المعنى والمضمون -ضوابط خاصة بمكونات عنوان البحث من ناحية المعنى -العلاقة بين مكونات عنوان البحث الظاهرية ومكونات المعنى -شروط لابد منها في كتابة تجميع مكونات عنوان البحث -مكونات عنوان البحث... كيف تؤثر على باقي عناصر البحث؟
أول ما ينظر إليه الباحثين أو القراء هو عنوان البحث، إذ أن هذا العنوان هو المعبر الأساسي عن كامل مضمون البحث، حيث يلخص العنوان كافة الأفكار والمعلومات التي يتناولها الباحث في بحثه، والناظر إلى مجمل العنوان من الناحية الظاهرية يجد أنه جمل واحدة فقط لا غير مكونة من مجموعة من الكلمات، وهذه الجملة لها دلالة من ناحية المعنى أيضاً، إذ أن المكونات الرئيسية لعنوان البحث تتمثل في مكونات ظاهرية ومكونات باطنية، وسنتناول هذه المكونات بشكل مفصل ونقف على حيثيات تحديدها وكتابتها وكيفية ترابطها في عنوان البحث… .
ما هو عنوان البحث؟
هناك جملة كثيراً ما يرددها الناس وهي (المكتوب يبان من عنوانه)، وهذه الجملة هي من أنسب الاختصارات التي يمكن أن نشتق منها التعريف الاصطلاحي لعنوان البحث، حيث أن حقيقة العنوان هي الكشف عما بداخل البحث، وبإجمال كافة الجوانب التحريرية والمنطقية فيمكننا القول بأن التعريف الاصطلاحي لعنوان البحث هو: عبارة واحدة فقط خبرية أو استفهامية ترتبط بكامل مضمون البحث من بدايته لنهايته وتعبر عن كامل هذا المضمون، وذلك وفقاً لآلية تحرير محددة.
يُثار في هذا المصطلح العديد من التساؤلات وهي (كيف يرتبط عنوان البحث بباقي مضمون البحث؟، و كذلك ما هي الجوانب التحريرية الموجودة في العنوان؟، وماذا تعني الجملة الحبرية والجملة الاستفهامية التي من الممكن أن يكتب البحث بهما؟)، و كذلك نضع مجموعة من الأسئلة الأخرى ونجيب عنها في سياق الفقرات القادمة… .
مكونات عنوان البحث الظاهرية… ما هي؟
قبل أن ندخل في تحديد مكونات عنوان البحث الظاهرية، نضع سؤال (ماذا يعني مصطلح المكونات الظاهرية؟)، حيث أن مكونات عنوان البحث الظاهرية هي ما تراه العين مباشرة، وهي المكونات البنائية لا المكونات الجوهرية، والآن، أنظر إلى أي عنوان مكتوب على أي بحث، فما تراه من مكونات وطريقة صيغة هذا المقصود بمكونات عنوان البحث الظاهرية، إذ أن الكلمات وطريقة العرض والصياغة هي المكونات الظاهرية لعنوان الدراسة، وفيما يلي نضع مجموعة من النقاط الهامة بخصوص هذه المكونات الظاهرية للعنوان:
- مكونات عنوان البحث الظاهرية هي عبارة عن الكلمات المكونة للبحث. والتي حددها المختصون بأنها من 3 كلمات كحد أدنى إلى 15 كلمة كحد أعلى. بمعنى أن عدد كلمات عنوان البحث لابد ألا تقل عن 3 كلمات وألا تزيدي عن 15 كلمة.
- طريقة الصياغة يدخل فيها الأسلوب الخبري والأسلوب والاستفهامي الذي من الممكن أن يُصاغ بهما العنوان. وسنأتي لتفصيل هذين الأسلوبين في فقرة قادمة من هذا المقال.
- هناك مجموعة من أساليب ترتيب الكلمات في داخل العنوان. نرى أيضاً أن نفردها في فقرة منفصلة من هذا المقال.
- المكونات الظاهرية يمكن إجمالها بأنها: (كلمات، صياغة، تحرير)، حيث أن الكلمات هي الوحدات المفاهيمية المكونة للعنوان. والصياغة هي أسلوب الكتابة، والتحرير هي طريقة التقديم.
وقفة مع الأسلوب الخبري والأسلوب الاستفهامي لكتابة العنوان:
ذكرنا أن عنوان البحث يمكن كتابته بأسلوبين رئيسيين وهما الأسلوب الخبري والأسلوب الاستفهامي، ومن اسمهما يمكن استشعار بأن الأسلوب الخبري هو عبارة عن كتابة عادية ولكن الأسلوب الاستفهامي هو عبارة عن كتابة العنوان على شكل سؤال، وفيما يلي نفصل هذين الأسلوبين ومن ثم نذهب لوضع مثال كامل لعنوان تم تناوله بالأسلوب الخبري ونفس العنوان كيف يتم تناوله بالأسلوب الاستفهامي:
أولاً: الأسلوب الخبري: وهو عبارة عن كتابة عنوان البحث على شكل كلمات مباشرة تعطي الخبر أو المعنى دون الحاجة لاستخدام أي من أدوات الاستفهام.
ثانياً: الأسلوب الاستفهامي: في هذا الأسلوب يتم كتابة العنوان باستخدام أداة استفهام أول العنوان، وبوضع علامة الاستفهام (؟) آخر العنوان، وهنا تكون كافة أدوات الاستفهام متاحة لكتابة العنوان، ولكن أبرز الأدوات التي تستخدم في هذا السياق هي (كيف، هل، ما، لماذا).
بعد أن تعرفنا على خصوصية الكتابة لكل من الأسلوب الخبري والأسلوب الاستفهامي في كتابة عنوان البحث، نأتي الآن لنضع عنوان كامل ونتناوله أولاً بالأسلوب الخبري ومن ثم نتناوله بالأسلوب الاستفهامي، وليكن هذا العنوان يتحد عن (لقاحات فايروس كورونا ومدى فاعليتها في مواجهة الوباء)، والآن، يمكن أن يُكتب هذا العنوان باستخدام الأسلوب الخبري كما يلي (فاعلية لقاحات فايروس كورونا في مواجهة الوباء)، ولاحظ هنا أننا لم نستخدم أي أدوات استفهام ولا وضعنا علامة استفهام آخر العنوان، وأما إذا أردنا أن نكتب هذا العنوان باستخدام الأسلوب الاستفهامي فيمكن كتابته كما يلي (هل لقاحات فايروس كورونا فعالة في مواجهة الوباء؟).
العنوان البحثي من حيث المعنى والمضمون:
كما أسلفنا أن مكونات عنوان البحث تنقسم إلى الشكل الظاهري وإلى المعنى والمضمون، وفي المعنى والمضمون تندرج العديد من المكونات التي تجتمع فيما بينها لتوصل معنى العنوان الصحيح للقارئ، ومكونات عنوان البحث بالنسبة للمعنى تكون عبارة عن معايير وأساسيات لابد أن يشملها معنى العنوان، وفيما يلي سنضع مجموعة من النقاط التي توضح مقصدنا حول مكونان العنوان من حيث المعنى والمضمون:
أولاً: يتكون المعنى الخاص بالعنوان محورين أساسيين هما (الموضوع والمعالجة)، يعني أن معنى العنوان يشمل على إيضاح الموضوع المتناول طريقة تناوله في كامل مضمون البحث، على سبيل المثال كان البحث يتحد عن خطورة الألعاب الإلكترونية على الأطفال، فهنا لابد للمعنى أن يصل للقارئ شاملاً على هذا الموضوع وحيثياته، فيمكن كتابة العنوان كما يلي: (خطورة الألعاب الإلكترونية على السلوك السليم لدى الأطفال من سن الثامنة إلى الثانية عشر).
ثانياً: يكون المكون في المعنى الخاص بالعنوان متوافقاً مع كافة الفصول الدراسية الموجودة داخل البحث. ففي مثال خطورة الألعاب الإلكترونية الذي أوردناه في النقطة السابقة. لابد هنا أن يرتبط هذا العنوان بكافة العناوين الأساسية والفرعية الموجودة داخل الفصول الدراسية.
ثالثاً: يعتبر المعنى الذي يعكسه العنوان شاملاً على البذرة الأساسية للمتغيرات، فيمكن القول بأن معنى العنوان يحتوي على كافة المتغيرات ولكن يتم اشتقاق هذه المتغيرات من هذا العنوان وفقاً لمتطلبات الدراسة.
رابعاً: في مكونات معنى العنوان يوجد إشارات إلى المجال والتخصص الذي ينتمي إليه الدراسة، وهذا يجعل المعنى ضروري للقيام بتصنيف الدراسة في داخل المكتبة.
ضوابط خاصة للعنوان من ناحية المعنى:
الموضوع وطريقة تناوله وحيثياته كلها لابد أن يخبر عنها المعنى الذي يحمله العنوان، وهذا المعنى لكي يصل بشكله الصحيح إلى القارئ لابد أن يلتم بالعديد من الضوابط التي تحكم آلية كتابته وتقديمه للقراء، فليس المهم أن يشمل العنوان على معنى، ولكن المهم أن يشمل العنوان على المعنى الصحيح، ومجمل هذه الضوابط ترتبط بالهدف الأساسي من وراء كتابة العنوان وهو تناول الموضوع وتفصيله، وفيما يلي نعرض أهم هذه الضوابط:
- من الضروري أن يعبر المعنى عن الموضوع وجوانبه بشكل أساسي. ولابد من الابتعاد كل البعد عن أي معاني تعمل على تشتيت الانتباه للموضوع الرئيسي الذي يتناوله الباحث في بحثه.
- لابد أن يشمل معنى العنوان على خاصية الإيحاء. بمعنى أن يكون موحياً بالعديد من المعاني الأخرى التي يشملها مضمون البحث.
- يشترط أن تكون مكونات عنوان الدراسة من حيث المعنى شاملة على كلمات توصل المعنى بسرعة دون الحاجة للتخمين.
العلاقة بين مكونات عنوان البحث الظاهرية ومكونات المعنى:
مكونات عنوان الدراسةالظاهرية و كذلك المعنى هي عبارة عن كتلة واحدة لا يمكن فصلهما عن بعضهما البعض، فالعنوان لا يكتمل إلا بوجود هذه المكونات مع بعضها، بل إن أي مضمون مهما كان نوعه ومهما كان القالب والوظيفة التي يقوم بتنفيذها فإن له شكل ومعنى، وبالتالي فإن هذين المكونين الأساسيين لا غنى عنهما في أي عنوان الدراسة، وبسهولة يمكن اشتقاق العديد من النقاط التي توضح طبيعة العلاقة بين المكونات الظاهرية والمعنى للعنوان:
أولاً: إذا وجد المعنى وتم تحديده، كيف سيتم تقديمه للقارئ؟، منطقياً لابد من التعبير عنه من خلال مجموعة من الكلمات التي تناسبه، إذاً المعنى يأخذه الظاهر ليقدمه للقارئ من خلال مجموعة من الكلمات المكونة لجملة العنوان.
ثانياً: ما فائدة كل الكلمات ما لم يكن هناك معنى تتطلب التعبير عنه؟!، إذاً فالمعنى هو المحرك الأساسي لاستخدام الكلمات الظاهرية.
ثالثاً: ليس المهم أن يتم التعبير عن المعنى باستخدام الكلمات. بل المهم أن يتم التعبير عن المعنى باستخدام الكلمات المناسبة والتي تقدم العنوان بشكل جذاب وسهل الفهم.
رابعاً: المعنى وصياغة الكلمات تعتبر ازدواجية منطقية ليست بحاجة إلى تحليل، بمعنى أن العقل والمنطق يدركان فوراً أن المعنى لابد وأن يترجم من خلال كتابته باستخدام مجموعة من الكلمات، و كذلك الكلمات تكون بحاجة لمعنى تعبر عنه، وهذه هي خلاصة هذه الفقرة.
شروط لابد منها في كتابة عنوان البحث:
لابد وأن تتم عملية تجميع مكونات عنوان الدراسة الظاهرية ومكونات المعنى بشكل صحيح وفقاً لشروط محددة، هذه الشروط تنظر في طبيعة تجميع الكلمات مع المعنى، حيث لابد أن تشترك الكلمات مع المعنى في إيصال المقصد الصحيح الذي يعبر عن كامل مضمون الدراسة، فالكلمات يمكن اعتبارها ترجمة للمعنى، و كذلك لابد أن تكون الكلمات قوية وسهلة الفهم، أي أنها تجذب القارئ وفي نفس الوقت يفهما القارئ بسهولة، و كذلك لابد من الابتعاد عن استخدام الكلمات التي لها أكثر من معنى، فالصحيح أن يتم استخدام كلمات تعبر بشكل كامل عن معنى واحد لا يحتاج القارئ إلى تخمينه، و كذلك لابد أن يتم الجمع بين الكلمات والمعنى وفقاً لمحددات النحو والبلاغة، على سبيل المثال كان المعنى يتحدث عن صيغة الجمع (مجموعة من الأفراد) فالكلمات المستخدمة لابد أن تعبر عن صيغة الجمع هذه.
ومن الشروط أيضاً أن تكون عملية صياغة عنوان البحث متوافقة مع المعنى الكامل. فهذه الصياغة لابد أن تأخذ معنى العنوان بشكل كامل لا بشكل جزئي. و كذلك من هذه الشروط أن تكون الكلمات المستخدمة متعارف عليها في الوسط المعرفي للتخصص الذي ينتمي إليه البحث.
عنوان البحث … كيف يؤثر على باقي عناصر البحث؟
باختصار فإن مكونات عنوان الدراسة ترتبط بكامل عناصر الدراسة الأخرى وتعبر عنها بشكل كامل. فإن كانت هذه المكونات تتناول مضمون البحث بشكل صحيح فإن القارئ سيتكون لديه خلفية مفاهيمية عما سيجده في داخل البحث. بالتالي يكون عليه من السهل فهم مضمون البحث. و كذلك فإن هذه المكونات تأتي لضبط عناصر البحث الأخرى وإبعاد ذهن القارئ عن التشتت. وبالنسبة لخطة البحث فإن العنوان يعتبر جزء منها ويرتبط بكامل عناصرها. وبالنسبة للإطار النظري فإن كافة العناوين الرئيسية والفرعية الموجودة في الإطار النظري يتم اشتقاقها من المكونات العامة لعنوان الدراسة الأساسي. و كذلك الكلمات المستخدمة في العنوان يتم تكرارها بشكل كبير في مضمون البحث. وأما المعنى فكامل مضمون البحث يدور حول المعنى الذي يعكسه عنوان البحث.
فيديو:صياغة العنوان البحثي.
بعد قراءتك لهذا المقال… لابد وأنك تعرفت على مكونات عنوان البحث