مقدمة
جاءت عملية تقييم المجلات العلمية نتيجة التطور والتقدم التكنولوجي والذي نعيشه في يومنا الحالي نجد زيادة كبيرة في عدد المجلات البحثية والعلمية والتي تخدم المجال البحثي والتقدم العلمي. أصبح هناك حاجة ضرورية وملحة لإيجاد آلية وطريقة علمية صحيحة للتمييز بين المجلات البحثية الموثوقة والمجلات البحثية غير الموثوقة. وبالتالي مساعدة الباحث في الوصول إلى أفضل المجلات البحثية التي يمكنه نشر محتواه البحثي فيها بكل ثقة وأريحية.
لذلك يعتبر معامل ومعيار التقييم للمجلات البحثية من أهم الأساسيات التي يتم الارتكاز عليها بغرض الوصول إلى تصنيف جيد ومتكافئ للمجلات البحثية. وبالتالي تسهيل وصول الباحث إلى المجلة المناسبة والملائمة لمحتواه البحثي وتحصيل فائدة أكبر.
لذلك هناك الكثير من الأمور التي يتوجب على كل مهتم ومختص أن يكون على علم ودراية بأفضل الطرق المستخدمة في تقييم المجلات البحثية. وكيفية وماهية أساليب اختيار المجلة البحثية العلمية المناسبة.
ما هي أهمية تقييم المجلات العلمية البحثية بالنسبة للباحث؟
تعتبر عملية تقييم المجلات العلمية من أهم العمليات التي يهتم بها الباحثون والمختصون في مجال الكتابة البحثية والأكاديمية. وذلك لما لعملية تقييم المجلات العلمية البحثية من أهمية وفوائد عظيمة. ومن أهم وأبرز فوائد تقييم المجلات العلمية البحثية ما يأتي:
- تساعد الباحثين في التعرف على أفضل المجلات البحثية.
- تحدد أهم المجلات البحثية التي تهتم بمجال واختصاص معين.
- تساعد في التخلص من المجلات البحثية العلمية المزيفة وغير المهنية وكذلك غير المتخصصة.
- تمنح الباحث الترقيات والرتب بناءً على نشره في أفضل المجلات البحثية العلمية.
كيف تتم عملية تقييم المجلات العلمية والباحث؟
توجد الكثير من الطرق والآليات التي يمكن من خلالها أن تتم عملية تقييم المجلة العلمية البحثية وكذلك تقييم الباحث، ومن أهم وأبرز الطرق التي يتم من خلالها تقييم المجلات العلمية البحثية والأكاديمية ما يأتي:
- معامل التأثير.
- أداة وتقنية 5YIF
- تقنية Eigenfactor
- أداة وتقنية H-index لتقييم الباحث
تعتبر عملية تقييم المجلات العلمية البحثية من أهم العمليات التي يتوجب على الباحث أن يكون على علم ودراية بها،
أهم قواعد البيانات التي تهتم بتقييم المجلات البحثية العلمية
تعنى الكثير من قواعد البيانات البحثية العلمية بتقييم المجلات البحثية التي يسعى الباحثون للنشر فيها، ومن أهم قواعد البيانات التي تقوم بتقييم المجلات البحثية العلمية ما يأتي:
- قاعدة بيانات سكوبس Scopus
وتعتبر قاعدة البيانات سكوبس تابعة لدار النشر المشهورة إليسيفر Elsevier
كما تعتبر سكوبس Scopus بأنها أكبر قواعد البيانات التي تهتم وتختص بعملية تقييم المجلات وكذلك تقييم الباحثين. وتستخدم الكثير من الأدوات في عملية تقييم المجلات البحثية العلمية أو في عملية تقييم الباحث. كما أنها تتم عملية تحديث دائمة ومستمرة بصورة يومية لقواعد بيانات سكوبس Scopus، فلذلك قد تجد في يوم من الأيام مجلة أنها مصنفة في قواعد بيانات سكوبس Scopus في حين في يوم آخر قد تجدها أخرجت من التنصيف. ويمكن لك كباحث أن تستخدم تصنيف قاعدة سكوبس Scopus في العديد من المجالات إذ أنه يغطي الكثير من مختلف العناوين، ويضم ملايين الباحثين. مما يمنحك الثقة حين التعامل مع قاعدة بيانات سكوبس Scopus.
معلومات مهمة لك كباحث عن قاعدة بيانات ISI
في البداية يعتبر رمز ISI اختصار لعبارة Institute for scientific information. وهي إحدى قواعد البيانات التي كانت في بداية إصدارها تابعة إلى Thomson Reuters ولكن في الوقت الحالي فهي تتبع إلى Clarivate analytics. كما تختص قاعدة بيانات ISI بفهرسة البحوث العلمية. وأكثر ما يميز قاعدة بيانات ISI عن قاعدة بيانات سكوبس هو أن الأولى أكثر صرامة وشدة في قوانينها.
كما أنه يوجد موقع ورابط إلكتروني يضم مختلف قواعد البيانات التي تكون مفهرسة وتخص ISI وهو عبارة عن موقع للبحوث العلمية. ويساعد بصورة كبيرة في عملية التقييم. في حين أنه تقدم قاعدة بيانات ISI تقرير خاص بالاقتباس ومواضعه من المجلات وبالتالي يساعد على توضيح معامل التأثير. وكذلك إن عملية نشر محتوى بحثي في موقع البحوث العلمية يساهم في التعريف والإشهار بالباحث. ويساعد في جعل المحتوى البحثي ينافس كافة الأبحاث العلمية الأخرى التي تهتم بذات الاختصاص والمجال البحثي.
معلومات مهمة حول معامل التأثير IF وأهميته في تقييم المجلات البحثية العلمية
يمكن تعريف معامل التأثير على أنه:
عبارة عن مقياس يوضح ويعكس مستوى وأهمية المجلة البحثية العلمية ويبين كذلك مقدار الجهد الذي بذله الباحث في إعداد المحتوى البحثي. ويتم العمل على حساب وتحديد قيمة معامل التأثير من خلال حصر عدد ونسبة الاستشهادات المتعلقة بالمجلة في فترة زمنية محددة، ومن ثم قسمتها على نسبة وعدد المقالات التي تكون قابلة لعملية القياس. ودائماً تحمل فيها النتائج قيمة رقمية محددة. كما أنه من المتعارف عليه أن لكل مجلة بحثية علمية معامل تأثير خاص بها مختلف عن أرقام المجلات البحثية العلمية الأخرى. وتتضح العلاقة الطردية في أن زيادة وارتفاع معامل التأثير ساعد في ظهور قيمة القيمة العلمية لتلك المجلة. بالتالي تزيد من مستوى ثقة الباحثين بتلك المجلة البحثية.
ولكن يعتبر من أهم عيوب وسلبيات معامل التأثير أنه لا يتم حساب هذا المعدل والقيمة لكل بحث على حدى وإنما يتم حسابه بشكل عام لمحتوى المجلة البحثية بالكامل. بالتالي فإن هذا الأمر يعني أن المقالات والمحتويات البحثية التي تم نشرها في مجلات ذات معاملات تأثير عالية أكبر من المقالات والبحوث التي نشرت في مجلات ذات معامل تأثير أقل. مع احتمالية كونها ذات مستوى أهمية أكبر من غيرها. وهذا الأمر يساهم في التأثير بشكل سلبي على عملية ونتيجة تقييم المجلة البحثية العلمية. كما أننا نلاحظ بأن معامل التأثير الذي يتم تحديده للمجلة البحثية لا يكون ملائم ومناسب عند المقارنة بين مختلف المجالات البحثية. فهناك العديد من المجالات البحثية التي ترتبط وتتعلق بجزء من المتخصصين.
وبالتالي فعند حساب معامل التأثير من خلال عدد مرات الاستشهاد والاقتباس الخاصة بتلك المجلة البحثية، سنجد أن القيمة قليلة إلى حدٍ ما. وذلك عند مقارنتها بمستوى وعدد اقتباسات تتعلق بمجال آخر يهتم بعدد أكبر من التخصصات ويزيد فيه عدد الباحثين والمهتمين.
ما هي أداة 5YIF وما أهميتها في تقييم المجلة البحثية؟
قبل كل شيء يمكن الإشارة إلى أن أداة 5YIF هي اختصار للعبارة Five years impact factor. ويتم حسابها من خلال قسمة عدد ومجموع الاستشهادات والاقتباسات المتعلقة بالمجلة والتي تكون موجودة في داخل محتوى تقرير الاستشهادات والاقتباسات خلال سنة واحدة.
ما هي أداة Eigenfactor وماهية أهميتها لعملية التقييم البحثي؟
تعتبر أداة Eigenfactor بأنها أداة مشتقة عن أداة YIF5. وتستخدم هذه الأداة في التعرف على عدد الاستشهادات المتعلقة بالأبحاث والخاصة بتلك المنشورة في المجلة منذ خمس سنوات منصرمة.
كما أنه يتم حساب وتقدير Eigenfactor بناءً على قيمة وعدد مرات الاستشهادات والاقتباسات بالمجلة. ومن ثم قسمتها على عدد الأبحاث والمقالات التي تم نشرها فيها. وتعتمد أيضاً أداة Eigenfactor على الفترة الزمنية التي يقضيها القارئ داخل المحتوى البحثي.
كما تمتاز أداة Eigenfactor مقارنة بمعامل التأثير IF في أنها تعمل على تجاهل عدد وقيمة الاستشهادات والاقتباسات التي تتعلق بالمجلة ذاتها. ففي حين قام باحث باقتباس من محتوى بحثي موجود داخل تلك المجلة لا يحتسب ذلك في رقم Eigenfactor.
في حين تساعد هذه الميزة والسمة في الحصول على رقم ذو قيمة أكبر وذلك بالاعتماد عليه في مرحلة تقييم المجلة البحثية العلمية. ويتضح لنا أن رقم Eigenfactor يشمل الاقتباسات المرتبطة بالعلوم الاجتماعية.
ما هي أداة AIS؟
تعتبر أداة بأنها اختصار لجملة Article influence score. وكذلك ترتكز أداة AIS بصورة أساسية على النتيجة التي تخرج بها من أداة Eigenfactor.
فتتم عملية حساب قيمة Eigenfactor من خلال إضافة القيمة الناتجة عن Eigenfactor إلى 0.01 ومن ثم قسمتها على 2 وذلك للحصول على نسبة وقيمة الاقتباسات التي تمت في السنوات الخمسة الماضية.
ما هي أهم الآليات المستخدمة في تقييم الباحث؟
يتم تقييم الباحث العلمي عن طريق عدد من الأدوات والآليات التي تتمثل في:
- H-index
- i10 index
- G. Index
ما هي أداة H-index المستخدمة في تقييم الباحث؟
تدعى أداة H-index بمسمى معامل هيرش، ويركز على حساب قيمة وعدد ومقدار الاستشهادات سواء التي تخص الباحث أو المتعلقة بالمجلة فإنه يعمل على تقييم الجودة والكمية.
ويتم استخدام هذا المعامل في عملية تقييم الدراسات والأبحاث الخاصة بباحث واحد أو مجموعة من الباحثين. ويشترط أن تكون أبحاثهم ودراساتهم البحثية ومقالاتهم في ذات الاهتمام والاختصاص. حتى تتم عملية المقارنة والتمييز فيما بينها بطريقة وأسلوب عادل.
كما أنه لا يقتصر معامل هيرش H-index على الأشخاص والباحثين فحسب، إذ أنه يهتم بها كذلك كل من المجلات البحثية العلمية والجامعات، لذلك فإن امتلاك معامل هيرش H-index يشير إلى مستوى رقي ودقة وكذلك مدى أهمية تلك المجلة البحثية العلمية. فهو يساعد بطريقة مباشرة في تقييم مستوى المجلة البحثية العلمية، ويتم العمل على حسابه عن طريق كل من:
- قاعدة البيانات المسماة ISI.
- قاعدة بيانات سكوبس.
- خدمة جوجل سكولار.
ما هي أداة i10 index وفيم تستخدم؟
يتم حساب معامل i10 index عن طريقة موقع ورابط جوجل سكولار Google scholar. وبالتالي يمكن أن يتم من خلاله حساب عدد ومقدار المقالات التي تم الاستشهاد بها ما يقارب 10 مرات كحد أدنى.
ما هي أهمية أداة G. Index؟
يعتبر معامل G. Index بأنه تحسين لقيمة معامل هيرش.
الخاتمة
تعتبر معاملات التأثير من أهم عوامل ومعايير التقييم التي يتم الارتكاز عليها من قبل الخبراء والمختصين لتحديد مستوى وقيمة المجلة البحثية العلمية. وتحديد تصنيفها مقارنةً بالمجلات البحثية الأخرى. وبالتالي ترشيح أفضل المجلات البحثية التي تتوافق مع المحتوى البحثي المراد نشره في إحدى المجلات البحثية العلمية. كما أن قلة دراية الباحث وانخفاض مستوى خبرته في عملية النشر بوقعه في العديد من المتاعب والتحديات التي يمكن بدورها أن تضر بمحتواه البحثي. وبالتالي تعود بنتائج سلبية على الباحث وعلى عمله البحثي بدلاً من أن يقوم بتحصيل مستوى وقيمة جيدة بين الباحثين. لذلك يتوجب على الباحث أن يعير اختيار المجلة وتفاصيلها المتعلقة بمعايير التقييم اهتمام كبير وواسع.
وأخيراً يمكن القول بأن عملية تقييم المجلات البحثية العلمية جاءت كاستجابة لمتطلبات واحتياجات الباحثين، وتعتبر عملية تقييم المجلات البحثية وتصنيفها من أفضل الطرق التي تساعد الباحث في اختيار المجلة المناسبة والملائمة له والتي تتوافق مع احتياجاته ومتطلباته.