مقدمة حول الورقة البحثية
تعتبر الأوراق العلمية نوع مصغر من الأبحاث العلمية وهي في المستوى الأصغر من مستويات الأبحاث العلمية التي يتم تصنيفها كالتالي:
أولاً الأوراق العلمية البحثية: وهي تكون في هذه الحالة تتراوح ما بين عشرة ورقات علمية إلى عشرين ورقة علمية. أما إذا كانت الأوراق العلمية من ضمن ملحقات الأبحاث العلمية ذات المستويات الأعلى تكون لا تجاوز أكثر من خمسة صفحات. أي أن الأوراق العلمية تكون بمثابة مكمل ومتمم للبحث العلمي.
ثانياً أبحاث تخرج البكالوريوس: وهي أيضاً تعتبر أوراق علمية ولكن بشكل أكبر وذات عناصر أكثر فتتراوح الأبحاث العلمية هنا ما بين أربعين ورقة علمية إلى ستين ورقة علمية ويتم من خلاله الحصول على درجة البكالوريوس. إذاً الأوراق العلمية مهمة في حصول الطالب على درجة علمية.
ثالثاً رسالة الماجستير: وهي تندرج تحت الأوراق العلمية ذات الأهمية الكبيرة وذلك لأن أصل جميع الأبحاث بكافة أشكالها وأنواعها وأحجامها هي أوراق علمية. إذاً الأوراق العلمية لدها أهمية في تمرين وتدريب الطلاب على إعداد الأبحاث العلمية بشكل متميز.
حيث أنه إذا أتقن الطالب إعداد الأوراق العلمية بشكل متميز يمكنه إعداد الأبحاث العلمي بصورة أفضل.
رابعاً أطروحات الدكتوراه: تصنفي هذه الأطروحات من ضمن أكبر الأوراق العلمية التي ممكن أن تحصل إليها. وخاصة أنها تعتبر من أعلى مستويات الأوراق العلمية والتي يتراوح حجمها ما بين مئتان وخمسين ورقة علمية إلى ثلاثمئة وخمسين ورقة علمية.
خامساً أبحاث الترقية وهي لم يحدد فيها عدد الأورق العلمية ولكنها تحتوى الأوراق العلمية على إضافات جديدة في مجال علم الباحث.
لذا دعونا الآن نتعرف في هذا المقال على مفهوم الأوراق العلمية، وما هي أهمية الأوراق العلمية، والأخطاء التي يجب أن يتلافها الباحث أثناء إعداد الأوراق العلمية؟، وهل تعتبر الأبحاث العلمية أوراق علمية مهمة أو أنها تختلف عن الأوراق العلمية المقصود بها في هذا المقال؟
الورقة البحثية
يمكن اعتبار الأوراق البحثية بأنها ملخص كبير وشامل عن الأبحاث العلمية أو صورة صغيرة عن الأبحاث العلمية. خاصة أنه عند كتابة الأوراق العلمية يتم اتباع نفس ضوابط ومعايير الأسس العلمية لكتابة الأبحاث العلمية ويتصفوا بنفس خصائص الأبحاث العلمية. ولكن الأوراق العلمية تناقش مشكلة صغيرة ذات امتداد منطقي وليس بالحجم الكبير. فهي تبين نتائج المشكلة سواء في حال كانت الأوراق العلمية هي التي يناقش فيها مشكلة الدراسة. أو أنها ملخص للأبحاث العلمية توضح أهم النتائج التي توصلت إليها الأبحاث العلمية.
حيث يتم كتابة الأوراق العلمية لغرض ما وليس بدون أي سبب كنقل الخبرات وتبادلها، أو لغرض تعليمي جامعي. أو لنشر هذه الأوراق وحصول من خلالها على ترقية في حال كان الباحث دائم النشر كل فترة لأوراق علمية جديدة من كتابته. أو الهدف من النشر الحصول على المال، كما أنه نشر الأوراق العلمية تساهم في تطور المستوى العلمي لدى الباحث أو الكاتب للأوراق العلمية. وتساعد الأوراق العلمية في انتشار الأفكار العلمية الجديدة وبالتالي التقدم العلمي لدي المجتمع. كما أن الأوراق العلمية تزيد خبرة الباحث في التدرب على كتابة الأبحاث العلمية التي تعتبر جزء مكبر عن الأوراق العلمية.
أهمية الورقة البحثية
- تساهم الأوراق العلمية في الحفاظ على العلم ونشره.
- تعتبر الأوراق العلمية أسلوب من أساليب المفاضلة والمقارنة بين الطلاب عند تقويم الأبحاث العلمية واختيار الأفضل.
- تساعد الأوراق العلمية في اختصار أهم المعلومات والبيانات التي تحدد مشكلة الدراسة فلا تتوسع بالشكل الكبير الذي يشعر الشخص بالابتعاد عن موشوع مشكلة الدراسة.
- تبرز أهمية الأوراق العلمية في إبراز النتائج حول مشكلة الدراسة.
الأخطاء الشائعة عند إعداد الورقة البحثية
لابد أن نقوم بذكر أهم الأخطاء الشائعة التي يجب أن يجنبها الباحث عند قيامه بكتابة الأوراق العلمية. وذلك لأن هذه الأخطاء لها آثار على الأوراق العلمية مثل عدم قبول نشر هذه الأوراق العلمية في حال كان الباحث يريد نشرها. أو صعوبة فهم الأفكار المتواجدة في الأوراق العلمية، أما الأخطاء الشائعة عند إعداد الأوراق العلمية تتمثل في التالي:
- إهمال تشكيل الضوابط الشكلية في الأوراق العلمية:
على اعتبار أنها ليس ذات مستوى عالي فلا يراعي الباحث أثناء كتابة الأوراق العلمية أدق المعايير الشكلية وإذا راعاها أثناء الكتابة. فقد لا يقوم بعملية المراجعة للأوراق العلمية. - غياب عنصر من عناصر الأوراق العلمية: قد يعتقد الباحث أن هذا العنصر غير مهم ذكره ولكن لا يكمن اتصاف الأوراق العلمية بالكمال إلا في حال وجود كامل عناصر الأوراق العلمية من عنوان الورقة العلمية. أسماء الأشخاص المؤلفين للورقة العلمية، مفاهيم ومصطلحات الورقة العلمية، مقدمة الورقة العلمية. وكذلك المنهج العلمي المتبع في كتابة الورقة العلمية، نتائج البحث العلمي أو المشكلة العلمية التي يتناولها الورقة العلمية. وأيضاً مناقشة هذه النتائج، مراجع ومصادر الورقة العلمية، ملخص لما احتواه الورقة العلمية.
- اختصار موضوع الدراسة بشكل لا يحتوي على أي معلومات جديدة تعبر عن جدوى الورقة العلمية. وبالتالي تعتبر تكرار مختصر للبحث العلمي.
- عدم تأكيد نتائج الدراسة التي توصل إليها البحث العلمي وعدم مناقشتها.
- اختصار كافة البحث العلمي، فهذا شيء غير منطقي لذلك على الباحث دراسة أهم أجزاء الأبحاث العلمية في الأوراق العلمية. كدراسة العلاقة بين المتغير التابع والمتغير المستقل في البحث العلمي.
- تجاهل مشكلة الدراسة: فحتى لو تم دراسة العلاقة بين المتغيرين في الورقة العلمية. فيجب أن يتطرق الباحث في الأوراق العلمية من قبل إلى مشكلة الدراسة.
- عدم اتباع منهجية معينة في كتابة الأوراق العلمية وبالتالي تعتبر الورقة العلمية مكتوبة بطريقة عشوائية وليس منسقة بين جميع العناصر. حيث استخدام طرق مختلفة في كتابة الأوراق العلمية تشتت القارئ للأوراق العلمية.

كيفية تدقيق الورقة العلمية
تعتبر مهنة كتابة الورقة البحثية على هيئة مقالات مهنة كبيرة وقديمة انتشرت مع وجود الصحف وتطورت وزاد انتشارها بعد انتشار الانترنت ووسائل التواصل المختلفة. وهنا ولأهمية الورقة البحثية كان الاهتمام الكبير بتدقيق الورقة البحثية وفحص محتواها. بعد كتابتها وقبل نشرها ليتأكد الناشر أن كتابته سليمة ولا تحتوي على أخطاء لغوية تضر بالمعنى الرئيسي للورقة البحثية وتقلل من أهمية المحتوى المكتوب. وتهدف عملية تدقيق الورقة البحثية لمراجعة الورقة البحثية قبل نشرها لضمان أن عملية كتابة الورقة البحثية تمت بأعلى جودة.
مواصفات مدقق الورقة البحثية
إن أي خطأ لغوي في الكتابات يضر بصحة محتواها ويؤثر على معناه بشكل كبير. ومن هنا وجب على كل من يعمل في مجال تدقيق الأوراق البحثية أن يمتلك مجموعة من المهارات التي لا غنى عنها لضمان سلامة عملية التدقيق، ومن هذه الصفات:
- أن يكون المدقق متمرساً في عملية التدقيق وخاصة في المجالات التي تكتب فيها الأوراق البحثية التي يقوم بعملية التدقيق لها.
- أن يمتلك المدقق معرفة لغوية كبيرة تمكنه من أداء عملية التدقيق بسهولة ودقة.
- وكذلك أن يقوم المدقق بمراجعة عملية التدقيق أكثر من مرة للبحث عن أخطاء قد لا يكون منتبهاً لها.
- أن يتأكد المدقق من أن كتابة الورقة العلمية تمت وفق القواعد السليمة لكتابة الأوراق العلمية. وأن يكون محتواه هادف ومفيد ومنظم وهذه من أهم قواعد التدقيق. فتدقيق نص محتواه ضعيف وركيك ليس له أهمية لأن النص نفسه غير مهم.
- كما يجب على المدقق أثناء عملية التدقيق أن يكون صافِ الذهن وفي أحسن درجات تركيزه لضمان سلامة عملية التدقيق.
- يجب على المدقق أن يكون متقناً لقواعد الكتابة بشكل احترافي وأن يكون متمكناً من استخدام علامات الترقيم أثناء تدقيق الأوراق البحثية. فعدم الاهتمام بكتابة علامات الترقيم أو كتابتها بشكل خاطئ يؤدي إلى سوء فهم النص من قبل القارئ وكذلك يضعف محتوى الكتابة.
- يجب على كل مدقق أن يكون على اطلاع على القوانين الخاصة بالنشر على المواقع التي يتم عليها نشر الأوراق البحثية التي يقوم بتدقيقها. حتى يتم تدقيق الورقة العلمية بناء على سياسات الموقع لتتم عملية نشره بسرعة وسهولة.
- على المدقق أن يكون على علم بالأخطاء الشائعة التي يقع فيها بعض المدققين أثناء عملية التدقيق للأوراق البحثية. وأن يكون منتبهاً لها ويأخذ كامل حيطته أن يقع في مثل هذه الأخطاء.
خطوات تدقيق الورقة البحثية
تتم عملية تدقيق الورقة البحثية وفق أسس علمية ومنهجية تضمن الحصول على الورقة العلمية بشكل صحيح منقحة ولا تحتوي على أية أخطاء لغوية أو علمية. حيث يبدأ المدقق بتدقيق مقدمة الورقة العلمية لما لها من أهمية في تقديم الورقة العلمية ويجب التركيز من قبل المدقق على أن حجم المقدمة الذي تمت كتابته مناسباً لموضوع الورقة العلمية أم لا، كما ويجب أن يتأكد من أن المقدمة توضح الهدف الذي كتب من أجله الورقة العلمية وأن تكون هذه المقدمة مختصرة ومفيدة. وتعتبر عملية التأكد من تقسيم الورقة العلمية إلى فقرات بعناوين فرعية من أهم خطوات تدقيق الورقة العلمية. إذ لا يحبذ أن تكون الورقة البحثية عبارة عن فقرة واحدة يتم بداخلها كتابة كل محتوى الورقة العلمية.
ويعتبر التقسيم الجيد لفقرات الورقة البحثية من أهم مقومات الورقة العلمية الجيدة. أما الخطوة التالية في عملية تدقيق الورقة البحثية فيجب أن يقوم المدقق بموازنة عناصر الورقة البحثية مع بعضها البعض. فيشترط أن يقوم المدقق بفحص مناسبة العنوان لمحتوى الورقة البحثية. ومن ثم التأكد من أن المقدمة مناسبة ولا تشكل نسبة كبيرة من محتوى الورقة العلمية بما يؤثر على المحتوى الرئيسي للورقة البحثية. إضافة إلا أن محتوى الورقة العلمية يجب ألا يكون كبيراً بحث يمل القارئ من متابعة قراءته. لهذا يجب على المدقق أن يولي هذه الخطوة أهمية كبيرة أثناء تدقيق الورقة العلمية. ومن ثم فإن الخطوة التالية في عملية تدقيق الورقة البحثية هي الاهتمام بالتنسيق الجيد لمحتوى الورقة العلمية التي يتم تدقيقها. ويعتبر التنسيق الجيد من أهم ما يشجع القارئ على استمرار قراءته للورقة البحثية.
الهدف من تدقيق الأوراق العلمية
تهدف أساساً عملية التدقيق للورقة البحثية التأكد من خلوها من الأخطاء اللغوية التي تؤثر على جودتها سلباً. ومن جوانب التدقيق تصحيح الأخطاء الإملائية والنحوية وأيضاً الأخطاء المعلوماتية والمنهجية في بناء الورقة البحثية. وكذلك معالجة علامات الترقيم ووضعها في الأماكن الصحيحة. والتأكد وضبط الأسلوب الذي يستخدمه الكاتب في عرض المعلومات وشرحها وأن يتأكد من خلو النص من الاسهاب الذي لا فائدة منه في محتوى الورقة البحثية.
كما تهدف عملية التدقيق إلى ضمان الحصول على الورقة البحثية مكتوبة بشكل يواكب التطورات العصرية من توفير المؤثرات البصرية الجاذبة فالمحتوى البصري يزيد من قيمة الورقة البحثية ويشجع على قراءتها.