مقدمة:

بعد الانتهاء من البحث العلمي يقوم الباحث بتقديم المحتوى الخاص بالبحث العلمي إلى التحكيم والمراجعة وذلك أما أن يقوم بها بعد مناقشة البحث العلمي وهذا إذا كان الباحث واثق من البحث العلمي الذي قامه بإعداده. فيقدم البحث العلمي للتحكيم ليتم الحكم عليه إذا هو قابل للنشر أما لا. أو أن يقوم بتقديم البحث العلمي للتحكيم قبل الخوض لمناقشة البحث العلمي وهي الطريقة الأفضل حتى يتمكن الباحث من إجراء التعديلات قبل مناقشة البحث العلمي. وبالتالي يقوم جاهز للمناقشة بشكل كامل وبالتالي يتم حصوله على قيمة ودرجة جيدة. ففي كلتا الحالتين يقوم الباحث بعرض البحث العلمي على لجنة تحكيم جامعية تحتوى على خبراء محكمين. أو عرض البحث العلمي على محكم معرفة أو تم الاستدلال عليه. أو استشارة أشخاص ذات خبرة في إعداد الأبحاث العلمية، أو من خلال عرض البحث العلمي على مواقع تقدم خدمة التحكيم العلمي.

ولكن إلا أن يحتوى البحث العلمي على أخطاء فتهدف عملية تحكيم البحث العلمي إلى عرض نقاط القوة ونقاط الضعف في البحث العلمي ليقوم الباحث بتعديلها وهنا يمكن الاختلاق الجوهري ما بين تحكيم البحث العلمي وتقييم البحث العلمي فكلامها عملية لتقدير البحث العلمي، أما الاختلاف بيكون أن عملية تحكيم البحث العلمي يتم تحديد التعديلات التي يفترض أن يقوم بها الباحث. ومن بعدها تعطى التقدير. أما عملية تقييم البحث العلمي فيتم فيها إعطاء الدرجة والتقدير المستحقة مباشرة سواء قام بالتعديلات أم لم يقم الباحث بالتعديلات على البحث العلمي. فلنتعرف الآن على أهم عناصر البحث العلمي التي يتم تحكميها وتحكم على البحث العلمي بأنه جيد أو لا.


تحكيم ومراجعة عنوان محتوى البحث العلمي:

وهو أول ما يتم تحكيمه في البحث العلمي على اعتبار أن عنوان البحث العلمي هو المحدد لموضوع الدراسة. فيتم تحكيم عنوان البحث العلمي من كونه تحكيم وضوح عنوان البحث العلمي. وتحكيم احتواء عنوان البحث على إشكالية البحث العلمي ومتغيراتها، تحكيم أسلوب وصياغة عنوان البحث العلمي.


تحكيم ومراجعة إشكالية محتوى للبحث العلمي:

يتم تحكيم مشكلة البحث العلمي وذلك لأن مشكلة البحث العلمي تعتبر هي المركز والعمود الأساسي للبحث العلمي والمعبر عنه. فيتم تحكيم مشكلة البحث العلمي من كونها مشكلة حديثة العصر وليست مشكلة قديمة مر عليها العصور وحلها ليس بالشيء المهم. وأيضاً من خلال تحكيم واقعية مشكلة البحث العلمي. وتحكيم محاور مشكلة البحث العلمي، وتحكيم أهمية مشكلة البحث العلمي وكمية الاستفادة منها بالنسبة للباحث وبالنسبة للمجتمع. ومن ثم تحكيم أدوات الدراسة التي ستستخدم في دراسة المشكلة وجمع المعلومات والبيانات حول مشكلة البحث العلمي. وتحكيم مفاهيم ومصطلحات مشكلة البحث العلمي، وتحكيم تساؤلات وفرضيات المشكلة وتحكيم كل ما يخص مشكلة البحث العلمي.


تحكيم ومراجعة أهداف وأهمية البحث العلمي:

كل بحث علمي يتم إعداد وكتابتهم لابد أن تم إجراءه لعدة أهداف وأغراض منها ما تكون أهداف عامة كالحصول على درجة علمية. أو أهداف خاصة كحصول الباحث على ترقية. وبالتالي يحقق البحث العلمي أهمية تعود على الباحث خاصة والمجتمع عامة. فيقوموا المحكمين بتحكيم واقعية أهداف البحث العلمي وقابليتها للتنفيذ. وتحكيم تدرج الأهداف من الهدف العام إلى الخاص. تحكيم مدى الأهمية التي يحققها البحث العلمي. ومدى أهمية الموضوع التي يقوم الباحث بدراسته والبحث العلمي بعرضه.


تحكيم ومراجعة منهجية البحث العلمي:

وهو المنهج التي قام الباحث باستخدام في كتابة البحث العلمي وفي إجراء أدوات الدراسة. كما يمكن للباحث أن يستخدم أكثر من منهج في إعداد البحث العلمي ويمكن أن يبتكر أسلوب ومنهج علمي يستخدمه في إعداد بحثه العلمي. أما من ناحية ما يتم تحكيمه في منهجية البحث العلمي فهو ما يلي: تحكيم مدى توافق المنهج المستخدم مع موضوع البحث العلمي. تحكيم ثبات وصدق المنهج العلمي، تحكيم الهدف من استخدام هذا المنهج دوناً عن غيره.


تحكيم ومراجعة محتويات البحث العلمي:

وتعتبر أهم ما يتم تحكيمه في البحث العلمي والجزء الأكبر الذي يأخذ وقت في تحكيمه. فيتم تحكيم جميع ما يلي فيه: تحكيم الإطار النظري للبحث العلمي. وهذا من خلال تحكيم أعداد الفصول وعناوينها وتحكيم على ماذا تحتوى هذه الفصول وتحكيم تناسق وتنظيم وترتيب فصول البحث العلمي. وتحكيم الدراسات التحليلية التي تحتويها فصول وأبواب البحث العلمي. ومن المحتويات التي يتم تحكيمها أيضاً هي الدراسات السابقة وفيها يتم تحكيم قام الباحث بذكر عدد الدراسات السابقة المحددة أم أن البحث العلمي لم يشتمل على الدراسات السابقة كلها. تحكيم مدى ارتباط موضوع الدراسات السابقة بموضوع البحث العلمي. وتحكيم نقاط القوة والضعف التي قام الباحث بذكرها بكل دراسة سابقة. وتحكيم كمية استفادة الباحث من دراسة الدراسات السابقة.

وأيضاً يتم تحكيم من محتويات البحث العلمي ما يلي: تحكيم إجراءات البحث العلمي وتحكيم تحليل الدراسة في البحث العلمي. وتحكيم اقتباسات البحث العلمي وتحكيم نسبة الاقتباسات في البحث العلمي. وذلك لأنها تكون محددة بنسبة مسموحة في دليل الجامعة للبحث العلمي. فكل واحد من هؤلاء تتبع معايير مفصلة عند تحكيمها يتم وضعها في جدول خاص بالتحكيم.


تحكيم ومراجعة نتائج محتوى البحث العلمي:

وهو من آخر ما يتم تحكيمه في البحث العلمي، وهو هدف من أهداف البحث العلمي التوصل إلى نتائج الدراسة. فيتم تحكيم طريقة عرض نتائج البحث العلمي، وتحكيم فرضيات الدراسة وهل تطابقت مع نتائج الدراسة. وبعدها تحكيم نشر هذه النتائج وتعميها بشكل خاص ونشر البحث العلمي بشكل عام. وذلك لأن النتائج من ضمن ما يتحكم بقرار نشر الأبحاث العلمية أم لا.


التحكيم الشكلي للبحث العلمي:

ويتم فيها تحكيم الترتيب والتنسيق العام للبحث العلمي ومن ضمنها تحكيم صفحة الغلاف لاعتبارها واجهة البحث العلمي. وتحكيم الضوابط الشكلية للبحث العلمي من حيث التدقيق اللغوي والتدقيق الإملائي والتدقيق النحوي.


التحكيم الأخلاقي لمحتوى البحث العلمي:

وهنا يكون التحكيم الأخلاقي للباحث بشكل أكثر؛ لأنه هو من قام بإعداد وكتابة البحث العلمي. ولأن البحث العلمي يعتمد على أخلاق الباحث فهو الذي يقوم بالسرقة أو بالخيانة العلمية.


المراجعة العلمية لمحتوى البحث العلمي:

تعتبر مرحلة تأكيد وإعادة سريعة (ليست سريعة بالسرعة المقصودة ولكن مقارنة بمرحلة إعداد البحث العلمي) للأبحاث العلمية عامة ولمحتويات البحث العلمي خاصة وذلك للتأكد من اكتمال البحث العلمي من كافة النواحي، وتتضمن مرحلة المراجعة العلمية للأبحاث العلمية عدة مراحل تتلخص فيما يلي:

  • المراجعة العلمية لمحتويات الأبحاث العلمية: ويقوم هنا الباحث بمراجعة ما يتضمنه البحث العلمي و التأكد أن جميع عنوان البحث العلمي متوفرة ( العنوان الرئيسي للبحث العلمي، مقدمة البحث العلمي، مشكلة البحث العلمي، فرضيات وتساؤلات البحث العلمي، مستخلص البحث العلمي، حدود البحث العلمي، مفاهيم ومصطلحات البحث العلمي، أهمية وأهداف البحث العلمي، الإطار النظري للبحث العلمي، الدراسات السابقة في البحث العلمي، نتائج البحث العلمي، اقتراحات وتوصيات البحث العلمي) فإذا توفرت جميع العناصر والمحتويات ينتهي الباحث الخطوة الأولى من المراجعة العلمية للبحث العلمي وينتقل للخطوة الثانية من مراجعة البحث العلمي.
  • ثم المراجعة العلمية للغة البحث العلمي: وتتمثل في التدقيق النحوي والتدقيق الإملائي والتدقيق اللغوي للغة البحث العلمي كافة بدءاً من صفحة الغلاف الأمامية حتى صفحة الغلاف النهائية للبحث العلمي، ومن الطبيعي أن يحتوي البحث العلمي على أخطاء إملائية أو نحوية أو لغوية فيقوم الباحث بتحديدها ومن ثم تعديلها والتأكد من أن التعديل كان بالشكل السليم والصحيح لها، والتأكد من أسلوب وصياغة الجمل وخاصة الظاهرة كصياغة العناوين الرئيسية والفرعية للبحث العلمي وصياغة تساؤلات الدراسة.
  • المراجعة العلمية للضوابط الشكلية: وتتخلص في مراجعة نوع الخط وحجمه ولون الخط، فحجم خط العناوين الرئيسية يكون أكبر من حجم خطي العناوين الرئيسية والفقرات يكون حجم خطها أصغر من حجم خط العناوين الفرعية، والتأكد من تساوي التباعد بين الفقرات والأسطر، فلابد من توحيد المسافات والهوامش في كل صفحات البحث العلمي، ولا ننسي مراجعة ترقيم الصفحات، فترقيم الصفحات في البحث العلمي يكون بالتسلسل ولا يبدأ الترقيم إلا مع بداية موضوع البحث العلمي فمثلاً صفحة الغلاف لا تقرم وصفحة الشكر والإهداء ترقم برموز.

ومن ثم العمل على:

  • المراجعة العلمية للتنسيق العام: وذلك للتأكد من ترتيب الفصول كما هو في دليل الجامعة للأبحاث العلمية أو وفقاً لقوانين كتابة الأبحاث العلمي المعروفة، والتسلسل التدرجي لمواضيع البحث العلمي، وتنسيق أماكن الرسومات والجداول التوضيحية فمثلاً يجب أن يكون الجدول في صفحة كاملة فلا يجوز أن نضع نصفه في آخر الصفحة والنصف الآخر في أول الصفحة التالية.
  • المراجعة العلمية للقوائم: تتمثل في مراجعة قائمة المحتويات ومراجعة قائمة المراجع والمصادر والتأكد من أنه تم توثيق جميع ما استخدم من المصادر، ومراجعة وجود قائمة المحتويات في البحث العلمي، وذلك لأهمية قائمة المحتويات في تسهيل عملية البحث على الباحث والقارئ، التأكد من تحديث جدول قائم المحتويات بعد التعديل.

جميع المراحل التي تم ذكرها يستطيع الباحث القيام بها بنفسه، أو إذا كان يريد أن تتم عملية المراجعة من قبل مراجعين يمكنك ذلك للتأكد ولضمان مراجعة البحث العلمي بشكل أكبر، يوجد مواقع تقدم خدمة المراجعة العلمية للأبحاث العلمية وتتراوح أسعار المراجعة العلمية ما بين 1$ إلى 3$ لمراجعة الصفحة الواحدة في البحث العلمي.


أي العمليات تسبق إخضاع محتوى المادة العلمية للمراجعة أو إخضاع المادة العلمية للتحكيم؟

بالطبع مرحلة المراجعة العلمية تسبق مرحلة التحكيم العلمي، وذلك لأن المراجعة العلمية تعتبر مرحلة مصغرة عن مرحلة التحكيم العلمي وغير ذلك مرحلة المراجعة العلمية تعتبر مرحلة تدقيق مكبرة، وتختلف مرحلة المراجعة العلمية عن التحكيم العلمي بأن المراجعة العلمية يمكن أن يقوم بها الباحث بنفسه ولكن إذا كان غير واثق بقدراته ومهارته يستطيع عرض البحث العلمي على مراجعين، أما مرحلة التحكيم لا يمكن بأي حال أن يقوم بها الباحث بنفسه فيكون التحكيم بواسطة محكمين وليس أي محكمين أيضاً محكمين مختصين في تحكيم الأبحاث العلمية وفي مجال موضوع البحث العلمي.


النقد والتقييم لجوانب البحث:

كما ذكرنا من قبل أنهم المراحل التالية لمرحلة المراجعة العلمية للبحث العلمي ولمرحلة التحكيم للبحث العلمي أيضاً، ومرحلة النقد للبحث العلمي ومرحلة التقييم للبحث العلمي مرحلتين متكاملتين مترابطتين ويقوموا بنفس الوقت ولكن بتسلسل، وفيها يتم مناقشة البحث العلمي كافة ومن ثم التطرق إلى نقد السلبيات (نقاط الضعف) والإيجابيات (نقاط القوة) في البحث العلمي، ليقوموا بعد ذلك بإصدار الحكم بتقدير البحث العلمي كما هو مستحق وهي عملية التقييم للبحث العلمي، وتتم عمليتا نقد وتقييم البحث العلمي ذلك وفق معايير وقوانين توضع من قبل لجنة الإدارة في الجامعة مع الاستعانة بمناقشين ومقيمين الأبحاث العلمية، وتعم وتسير هذه القوانين على نقد وتقييم كافة الأبحاث العلمية وذلك لضمان العدل والمساواة في نقد وتقييم البحث العلمي، و لإصدار تقدير متقارب بين جميع المقيمين للبحث العلمي.

تهدف عملية تقييم الأبحاث العلمية بشكل رئيسي إلى تقدير مدى أهمية وجودة البحث العلمي.


نقاط القوة التي يمتلكها محتوى البحث العلمي ونقاط الضعف التي يمتلكها البحث العلمي:

لابد أن يقوموا الناقدين للأبحاث العلمية بإظهار نقاط الضعف في البحث العلمي ونقاط القوة في البحث العلمي، وذلك ليتم تعريف الباحث على ما هي نقاط الضعف في بحثه العلمي، ولماذا تم إعطاءه هذه الدرجة فتأتي نقاط الضعف التي تم تحديدها مفسرة لهذا السؤال، وهذه مع نقاط القوة أيضاً في البحث العلمي، ولكن من المفترض أن يتم تحديد نقاط القوة أولاً ثم نقاط الضعف ثانياً.


فيديو:طريقة نشر البحوث في المجلات العالمية خطوة بخطوة.