- الإطار النظري في خطة البحث... كيف يكون؟. - معايير خاصة بكتابة الإطار النظري في خطة البحث. - أهمية الإطار النظري في خطة البحث. - التفريق مهم بين الإطار النظري في خطة البحث والإطار النظري للبحث. - الإطار النظري في خطة البحث... دلائل على ترابط الإطار والخطة. - أهمية الخطة بالنسبة للبحث بشكل عام. - أنواع المعلومات التي تشملها خطة البحث.
المعروف لدى كل الباحثين أن البحث له اطار نظري وخطة بحث ولكن الغير معروف هو مصطلح الاطار النظري في خطة البحث، فهذا المصطلح له مؤشران رئيسيان وهما المعلومات النظرية المكتوبة في خطة البحث، و كذلك الارتباط بين الإطار النظري وخطة البحث، فعندما نقول الإطار النظري لابد من ذكر هاذين المحددين، ولاشك أن هناك كيفية ومعايير وسمات خاصة بالإطار النظري وهذا ما سنعرفه في سياق الفقرات القادمة… .
الاطار النظري في خطة البحث… كيف يكون؟
أوردنا في المقدمة أن من محددات مصطلح الاطار النظري هي المعلومات النظرية المكتوبة في خطة البحث، وهذا المحدد يبرز بشكل واضح، إذ أن خطة البحث تحتوي على عناوين وعلى معلومات نظرية فقط، وكل عنوان يؤشر إلى عنصر من عناصر خطة البحث، و كذلك كل عنوان في الخطة يندرج تحته مجموعة من المعلومات النظرية، وفيما يلي من نقاط نفصل هذا المقصد تفصيلاً شافياً:
أولاً: الإطار النظري من حيث الموضوع، ستجد أن الموضوع يُكتب في الخطة معرفاً به في عبارة وادة فقط، ومن ثم يتم إعطاء نبذة عن هذا الموضوع ما بين 100 إلى 300 كلمة، وهذه النبذة هي الإطار النظري الخاصة بعنصر الموضوع وتشمل على إعطاء ماهية الموضوع وسبب اختياره وكيف سيتم تناوله في سياق البحث.
ثانياً: الفرضيات تعتبر ضمن الإطار النظري من حيث تحديدها فقط. فلا يتم التطرق إلى تفسيرها مطلقاً في الخطة.
ثالثاً: الأهمية والأهداف في الخطة تكتب على شكل نقاط لا على شكل فقرات. وهذا يجعل كامل هذه النقاط عبارة عن جانب نظري.
رابعاً: المصطلحات ذاتها تكون ركيزة من ركائز البحث. وتكتب في الخطة بذكر المصطلح مع ذكر تعريفه الاصطلاحي الكامل. وهذا من سمات المعلومات النظرية.
خامساً: الدراسات السابقة تأتي كتابتها بذكرها وذكر نبذة عنها في ظل إطار نظري خاص بخطة البحث. كتعريف فقط بهذه الدراسات دون الاستفاضة في معلوماتها.
سادساً: العينة وأدوات الدراسة: يتم التطرق إليها بكتابة الخصائص والنوع وطريقة الاستخدام في فقرات نظرية، و كذلك يتم وضع آلية استخدامها بشرحها نظرياً تمهيداً لاستخدامها في مضمون الإطار النظري الخاص بالبحث لا بالخطة.
سابعاً: يتم كتابة المناهج المستخدمة في الخطة مع كتابة نظرية لسبب اختيارها وكيف سيتم استخدامها.
معايير خاصة بكتابة الاطار النظري في خطة البحث:
الإطار النظري يُكتب وفقاً لمعايير خاصة لكل عنصر من عناصر الخطة، فبدءاً من الموضوع وصولاً إلى المناهج يتم ضبط الاطار النظري باعتبار العنصر لا باعتبار كامل الخطة، وذلك لأن طريقة كتابة والمعلومات الخاصة بكل عنصر تختلف عن باقي العناصر الأخرى، وفيما يلي من نقاط نوضح هذه المعايير لكل عنصر من عناصر الخطة:
أولاً: في كتابة الجانب النظري في عنصر الموضوع، لابد أن يلتزم الباحث بكتابة نبذة مختصرة عن هذا الموضوع لا تتجاوز ال300 كلمة، و كذلك لابد أن يكون الطرح النظري مترابطاً ويستخدم فيه الباحث لغة سهلة.
ثانياً: الجانب النظري للفرضيات هو الفرضيات نفسها، فلا يُكتب في الفرضيات الموجودة في الخطة أي شرح أو تفصيل لها.
ثالثاً: الشرط في الكتابة النظرية للأهمية والأهداف هو أن تكتب على شكل نقاط لا فقرات، و كذلك أن يبدأ التدريج بكتابة الأهم ثم الأقل أهمية.
رابعاً: في مصطلحات الدراسة لابد من التركيز على اشتمال الجانب النظري على المصطلح وتعريفه. مع ضرورة التوثيق لهذا التعريف.
خامساً: الدراسات السابقة تكتب بذكر عنوان الدراسة مع نبذة بسيطة عنها، لا تتجاوز هذه النبذة لكل دراسة ال150 كلمة كحد أقصى، و كذلك لابد أن يكون الطرح النظري فيها شاملاً على التوثيق، حيث يكون هذا التوثيق هو نفسه التوثيق الخاص بالدراسة من حيث عنوانها واسم مؤلفها ومكان صدورها.
سادساً: في العينة وأدوات الدراسة لابد أن تكون الكتابة النظرية بعد التحديد الدقيق للحجم والنوع، و كذلك لابد من اشتمالها على اقناع منطقي لسبب الاختيار.
سابعاً: في المناهج لابد من كتابة المنهج مع سبب اختياره وكيفية استخدامه فقط، دون التطرق لأي معلومات إضافية، وذلك لأن المناهج تكتب في الخطة من الجانب كتعريف فقط لا كشرح.
أهمية الإطار النظري في خطة البحث:
عناصر خطة البحث تكون شاملة على عناصر معنونة بوظائفها مثل العنوان والموضوع والفرضيات… الخ، ولكن لابد من مضمون نظري يندرج تحت هذه العناوين وهذا المضمون النظري هو المكون الأكبر من حيث المساحة في الخطة، إذاً لا غنى عن الإطار النظري، وبالتالي تظهر العديد من نقاط الأهمية لكتابة الإطار النظري، وأبرز هذه النقاط نوردها فيما يلي:
- الطرح النظري الذي تشمله خطة البحث يكون بمثابة شرح وتعزيز لعناوين عناصر الخطة، على سبيل المثال في الموضوع يتم كتابة الموضوع ومن ثم يتم وضع شرح لهذا الموضوع ضمن فقرة نظرية مكثفة.
- الجانب النظري في الخطة يكون إعطاء مساحة للباحث للتعبير عن الطريق الذي سيسلكه في تنفيذ البحث.
- كافة المعلومات التي يتم كتابتها في مضمون الإطار النظري. تؤخذ نفسها ويتم تفصيلها في مضمون الاطار النظري الخاص بفصول البحث.
- تظل عناصر الخطة غير مفهومة وغير مدركة الأبعاد ما لم يتم توضيحها ضمن الجانب النظري الخاص بكل عنصر.
- تناول عناصر الخطة ضمن الطرح النظري فيها يعطي تناغم بين الخطة وكامل الفصول الدراسية داخل البحث.
- بعض عناصر الخطة يكون الطرح النظري يمثلها بشكل كامل، مثل مصطلحات الدراسة. التي تكتب فيها المصطلحات مع تعريفاتها الاصطلاحية ضمن طرح نظري كامل.
التفريق مهم بين الإطار النظري في خطة البحث والإطار النظري للبحث:
عندما نقول الاطار النظري فإننا بذلك نقصد الجانب النظري أو المعلومات والطرح النظري الموجود داخل عناصر الخطة، ولكن إذا قلنا الإطار النظري للبحث فهنا نقصد عنصر آخر من عناصر البحث بشكل عام، حيث أن هذا الاطار هو عبارة عن مجمل التحليلات والتفسيرات والنقاشات والطرح المعلومات داخل الأبواب والفصول الدراسية التي تشمل على العناوين الرئيسية والفرعية للبحث، ولكن يأخذنا مصطلح الإطار النظري إلى مفهوم آخر وهو العلاقة بين الاطار النظري والخطة، والذي سنورد أهم نقاطه في سياق الفقرة القادمة من هذا المقال.
الاطار النظري في خطة البحث… دلائل على ترابط الإطار والخطة:
إذا كان الجانب النظري الموجود في خطة البحث يتم نسبته إلى الإطار النظري، فإن المضمون العام للدراسة يبرز مدى ترابط كل من الإطار والخطة، فالإطار النظري يأتي مرتبطاً بعناصر الخطة و كذلك يأتي مرتبطاً بالإطار النظري الكامل في مضمون الدراسة، وفيما يلي من طرح نضع أهم الروابط التي تجمع بين الاطار النظري وخطة البحث:
- الخطة تقوم بتقديم آلية سير الباحث في تنفيذ بحثه، والإطار النظري يمسك بهذه الآلية ويقوم بتنفيذها خطوة بخطوة، إذاً فالخطة هي الممهد الأساسي للوصول إلى الإطار النظري للبحث، و كذلك فإن الإطار النظري هو دليل صحة ما ورد من معلومات في خطة البحث.
- الخطة والإطار على حدّ سواء يرتبطان بشكل مباشر بعنوان وموضوع البحث وجوانبه، إذاً كلا المحددين يترابطان في الهدف والأهمية.
- يمكن القول بأن الخطة تضع رؤوس الأقلام لموضوعات الدراسة، والإطار النظري يضع التفاصيل الدقيقة لما ذكرته رؤوس الأقلام تلك.
- العلاقة بين الخطة والإطار النظري تعتبر علاقة تكاملية، فالخطة بغير الإطار النظري تعتبر كمن رسم خريطة لبناء منزل ولم يقم ببناء هذا المنزل، و كذلك الإطار بدون خطة يعتبر كمن قام ببناء منزل من غير وجود خريطة صحيحة تبين خطوات هذا البناء.
- هناك مجموعة من العناصر تعتبر مشتركة بين الاثنين، مثل الفرضيات، حيث أن الفرضيات تذكر في الخطة و كذلك تذكر في الإطار النظري.
- يرتبط هذين العنصرين ببعضهما من خلال قائمة النتائج النهائية في الدراسة، فهذه النتائج تعتبر حصيلة ما تم ذكره في الخطة و كذلك في الإطار
- يرتبط الإطار بالخطة من حيث توفير المعلومات، فيمكن القول بأن الخطة تعطي الإطار المعلومات الأساسية لاستكمال تنفيذ باقي الدراسة، على سبيل المثال يتم كتابة المصطلحات وتعريفها في الخطة ويقوم الإطار بتوظيف هذه المصطلحات بشكل كامل.
أهمية الخطة بالنسبة للبحث بشكل عام:
لا يمكن أن يستغني الباحث عن كتابة خطة البحث تحت أي ذريعة. فكافة الجامعات والمراكز البحثية حول العالم تثبت إلزامية وجود خطة للبحث. وهذه الخطة تسمى في بعض الجامعات والمراكز ب(اجراءات الدراسة). وتعكس الخطة العديد من الفوائد التي تعود على مضمون البحث من بدايته إلى نهايته. فالخطة عبارة عن الخطوط العريضة التي سيسير عليها الباحث في تنفيذ البحث. و كذلك فإن الخطة تعتبر ميدان مهم يستخدمه الباحث لتقديم آلية تنفيذ البحث للقارئ. وبالتالي يكون القارئ قادر على استيعاب البحث بشكل أكبر. والخطة تساعد الباحث في انجاز البحث بشكل أسرع وأكثر دقة. وذلك لأن الخطوط العريضة التي يضعها الباحث أمامه ترشده إلى كيفية إتمام البحث خطوة وراء خطوة. ومن الممكن أيضاً أن يتدارك الباحث بعض الأخطاء التي يكتشفها أثناء كتابة الخطة وذلك قبل البدء بتنفيذ البحث.
ومن الفوائد أيضاً أن خطة البحث تقدم المعلومات التعريفية بالبحث بشكل عام إلى لجنة الإشراف والتحكيم. وأيضاً تدخل الخطة في إطار التحكيم العام للبحث ويتم تقييمها وإعطاء درجة عليها في التحكيم الكلي للبحث. و كذلك فإن الخطة توفر العديد من المعلومات الهامة للإطار النظري مثل مصطلحات الدراسة والمناهج والدراسات السابقة وغيرها الكثير. وتقدم الخطة جوانب الأهمية والأهداف التي يسعى الباحث لتحقيقها. و كذلك الموضوع والفرضيات والعينة وأدوات الدراسة. وبالتالي يشارك القارئ ذهنياً في توقع النتائج التي سيتوصل إليها الباحث مما يجعل القارئ ينسجم مع البحث.
أنواع المعلومات التي تشملها خطة البحث:
ليس هناك أي معلومات خاصة تحتويها خطة البحث دون معلومات أخرى. فنجد في خطة الحث المعلومات الكمية والمعلومات النوعية. وما يندرج تحت هذين من أنواع مثل المعلومات الاسمية والمعلومات الرقمية والنسبية وغيرها. ولكن بما أن خطة البحث هي مضمون تعريفي بكامل مضمون البحث. فإن الإطار النظري تكون شاملة على المعلومات النوعية أكثر من المعلومات الكمية. وذلك لأن المعلومات النوعية هي القالب الأنسب لتقديم التعريف والشرح. ولكن المعلومات الكمية غالباً ما تكون ناتجة عن التحليل الإحصائي أو وجود عمليات نقاشية. وبالتالي نختم بقول أن خطة البحث يمكن أن تشمل على المعلومات النوعية و كذلك المعلومات الكمية. ولكن استخدام المعلومات النوعية في الخطة يكون أكثر من استخدام المعلومات الكمية.
فيديو: مهارة إعداد الإطار النظري والدراسات
نكون بهذا المقال قد أوجزنا طريقة كتابة الإطار النظري في خطة البحث